القرآن الكريم والحديث النبوي وأعمار الأنبياء:
تشير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى أن أعمار الأنبياء تتفاوت بين المعلوم والمجهول، وأن الله تعالى قد قص علينا في القرآن الكريم قصص بعضهم، ولم يقص علينا قصص البعض الآخر. قال تعالى: {مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} (غافر: 78).
النبي والرسول:
- النبي: هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
- الرسول: هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه.
وقيل أيضاً: الرسول من جاء بشريعة مستقلة، والنبي من جاء تابعاً لشريعة من سبقه.
سلسلة أسماء الأنبياء وأعمارهم:
لا يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية سلسلة متصلة بأسماء الأنبياء وأعمارهم.
الأمم والقرون:
يشير القرآن الكريم إلى أن الله تعالى أهلك قروناً عديدة بعد نوح عليه السلام، وأن هذه القرون كانت أمماً متتابعة، أرسل الله في كل أمة رسولاً. قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ} (الإسراء: 17)، وقال تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ} (المؤمنون: 44).
القرون بين آدم ونوح:
- الآية: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴾ [الفرقان: 38].
- عمر آدم: الحديث الشريف يشير إلى أن عمر آدم كان ألف عام، وأنه وهب من عمره لداود عليه السلام.
- تحديد القرون: الظاهر أن القرون المذكورة بين نوح وآدم تعني ما بعد وفاة آدم.
- السنة القمرية والشمسية: الأخبار المنقولة في المدد المذكورة كثير منها مأخوذ من الإسرائيليات، وهم يؤرخون بالشمسية، وفي المدد المذكورة خلاف.
- القرن: اختلف العلماء في معناه: هل هو مائة سنة أو أقل أو أكثر؟
الفترة بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام:
لم يأتِ في الشريعة تحديدٌ لفترة ما بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، بل ولا يعرف مقدار ما عاش آدم عليه السلام. لكن جاءت بعض الأحاديث والآثار متفرقة يمكن بعد جمعها الوصول إلى تقدير زمنٍ لكن ليس للفترة بأكملها.
- مدة لبث نوح في دعوة قومه: ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً )
- المدة بين عيسى ومحمد: روى البخاري عن سلمان الفارسي قال : فترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة.
- المدة بين آدم ونوح: عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون )
- المدة بين نوح وإبراهيم: ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة السابق ... قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون )
- المدة بين موسى وعيسى: قال القرطبي : واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة.
عدد الأنبياء والرسل:
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأنبياء والرسل عليهم السلام قد ورد في حديث لأبي ذر رضي الله عنه رواه الإمام أحمد وابن حبان، وصححه الألباني.
جاء في الحديث عن أبي ذر قال: "قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم. قلت: يا رسول الله، ونبي كان؟ قال: نعم، نبيُّ مكلَّم. قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر جماً غفيراً".
وفي رواية أخرى عن أبي أمامة قال أبو ذر: "قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً". (مشكاة
الأمة الوسط:
يشير القرآن الكريم إلى أن الأمة الإسلامية هي أمة وسط، قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (البقرة: 143). وقد يكون المقصود بالوسط هنا هو الوسط في التاريخ أيضاً، بمعنى أن الأمة الإسلامية جاءت في منتصف التاريخ، والله أعلم.
المدة الباقية من الكون:
لا يعلم المدة الباقية من الكون إلا الله تعالى. وقد ورد في الحديث الشريف: "أيها الناس إنه لم يبق من دنياكم فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".
روى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان واقفاً بعرفات فنظر إلى الشمس حين تدلت مثل الترس للغروب فبكى واشتد بكاؤه فقال له رجل عنده: يا أبا عبد الرحمن قد وقفت معي مراراً لم تصنع هذا، فقال: ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بمكاني هذا، فقال: أيها الناس إنه لم يبق من دنياكم فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم فيما مضى منه. قال الأرناؤوط: صحيح لغيره.
قال تعالي -يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الأعراف:187].
الساعة وأشراطها:
يشير القرآن الكريم إلى أن الساعة آتية لا محالة، وأن لها أشراطاً، قال تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بِغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} (محمد: 18).
خلاصة:
مسألة أعمار الأنبياء وتسلسلهم الزمني، وكذلك المدة الباقية من الكون، هي من الأمور التي لا يحيط بها العلم إلا ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.
يراجع علمات الساعة التي تحققت
https://www.fazaker.com/2025/02/signs-hour-come-mahdi-near.html
0 تعليقات
اضف تعليق يدعم الموضوع