مرحبا بكم في مدونة فَذَكِّرْ المدونة ملتقي للرد العلمي بكل إحترام للأشخاص وتوجاهتهم ودون تميز

كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

هل اليهود هم "شعب الله المختار"؟ وماذا عن "خير أمة"؟ مقاربة بين التوراة والقرآن





التوراة و"الشعب المختار"

تذكر التوراة في عدة مواضع أن بني إسرائيل هم "شعب الله المختار"، وأن الله قد اختارهم من بين جميع الشعوب ليكونوا خاصته. على سبيل المثال، في سفر التثنية (7: 6-8) يقول: "لأنك شعب مقدس للرب إلهك. إياك اختار الرب إلهك لتكون له شعبا خاصا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض... ليس لأنكم أكثر من جميع الشعوب التصق الرب بكم واختاركم، بل لأن الرب أحبكم وحفظ القسم الذي أقسم لآبائكم".

القرآن وتفضيل بني إسرائيل

بينما يشير القرآن الكريم إلى تفضيل بني إسرائيل على العالمين في زمانهم، إلا أنه لا يصفهم بـ"الشعب المختار". يقول تعالى في سورة البقرة (2: 122): "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين".

تفسير الآيات

1. تفضيل على العالمين

  • ليس تفضيلاً مطلقاً: يرى العديد من المفسرين أن هذا التفضيل كان في فترة زمنية معينة، حيث كانوا هم الأمة التي حملت رسالة التوحيد في ذلك الوقت.
  • مقيد بالتزامهم: هذا التفضيل كان مشروطاً بالتزامهم بتعاليم الله، وعندما انحرفوا عن ذلك، زال عنهم هذا التفضيل.

2. ذرية من حملنا مع نوح

تشير الآية الكريمة في سورة الإسراء (17: 3) إلى أن بني إسرائيل هم ذرية الذين حملوا مع نوح في السفينة. وهذا يعني أنهم ينحدرون من نسل المؤمنين الذين نجوا من الطوفان.

3. الأنبياء من نسل إبراهيم وإسرائيل

توضح الآية في سورة مريم (19: 58) أن الله قد أنعم على الأنبياء من ذرية آدم، وممن حملنا مع نوح، ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل. وهذا يشير إلى أن النبوة كانت في نسل هؤلاء الصالحين.

4. تحذير ووعيد في القرآن

في المقابل، نجد في القرآن الكريم آيات عديدة تتحدث عن انحراف بني إسرائيل عن الحق، وتوعدهم بالعذاب بسبب كفرهم وتحريفهم لكلام الله.


#تفسير_ابن_كثير

وليس المراد هؤلاء المذكورين في هذه السورة فقط ، بل جنس الأنبياء عليهم السلام ، استطرد من ذكر الأشخاص إلى الجنس - ( الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم ) مريم 58

قال السدي وابن جرير ، رحمه الله : فالذي عنى به من ذرية آدم : إدريس ، والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح : إبراهيم والذي عنى به من ذرية إبراهيم : إسحاق ويعقوب وإسماعيل ، والذي عنى به من ذرية إسرائيل : موسى ، وهارون ، وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم .

#الخلاصة

اليهود الذين انعم الله عليهم هم المؤمنين بانبياء الله - وفضلهم على غيرهم من العالمين وهم هنا من باقى اليهود مجتمهم (العالمين)

وبالنسية ليهود اليوم - فهم اشبه ما يكون بباقى اليهود من غير المؤمنين

وورد فيهم قوله تعالى

وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون [البقرة: 88]

وقال تعالى: ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين [البقرة: 89].

- وقال تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [البقرة: 159].

- وقال تعالى: أولئك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله والملآئكة والناس أجمعين [عمران: 87].

- وقال تعالى: من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا [النساء: 46].

- وقال تعالى: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا [النساء: 47].

- وقال تعالى: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا [النساء: 51-52].

- و قال تعالى: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خآئنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين [المائدة: 13].

- وقال تعالى: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل [المائدة: 60].

- وقال تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.... [المائدة: 64].

- وقال تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون [المائدة: 78-79].

#الخلاصة_الثانية

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير [المائدة: 18].

(كل نفس بما كسبت رهينة) المدثر 38

(ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصير)
النساء 123


الخلاصة

  • التفضيل مشروط: التفضيل الذي ورد في القرآن لبني إسرائيل لم يكن تفضيلاً مطلقاً، بل كان مشروطاً بالتزامهم بتعاليم الله.
  • ليسوا الشعب المختار: القرآن الكريم لا يصف بني إسرائيل بـ"الشعب المختار"، بل يشير إلى أنهم كانوا أمة مفضلة في فترة زمنية معينة.
  • التقوى هي المعيار: المعيار الحقيقي للتفاضل في الإسلام هو التقوى والعمل الصالح، وليس النسب أو العرق.

ولكن بالأية ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ( 110 ) )

 

فهل نحن خير أمة 

  1. "كنتم خير أمة":

    • معنى "كان": اختلف المفسرون في معنى "كان" في الآية.

      • الرأي الأول: أنها تدل على المضي والانقطاع، أي أن الأمة الإسلامية كانت في الماضي خير الأمم، ولكن هذا الوصف قد زال عنها الآن.
      • الرأي الثاني: أنها تدل على الدوام والاستمرار، أي أن الأمة الإسلامية لا تزال هي خير الأمم، ما دامت تحقق الشروط المذكورة في الآية.
    • الراجح: الراجح هو الرأي الثاني، وذلك للأدلة التالية:

      • أحاديث نبوية: هناك أحاديث نبوية صحيحة تدل على أن الأمة الإسلامية هي خير الأمم، مثل حديث: "أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأنتم أكرم على الله عز وجل".
      • شروط الخيرية: الآية الكريمة لم تربط الخيرية بزمان معين، بل ربطتها بشروط، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله. فإذا تحققت هذه الشروط في أي جيل من أجيال الأمة, كان ذلك الجيل هو خير الأمة.
      • أفضلية الأمة: الأمة الإسلامية حازت قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو أشرف الخلق وأكرم الرسل، وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبياً قبله.
    • أقوال المفسرين:

      • ابن عباس: "هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة."
      • عمر بن الخطاب: "يا أيها الناس من سره أن يكون من تلكم الأمة فليؤد شرط الله منها."
      • قتادة: "ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال: يا أيها الناس من سره أن يكون من تلكم الأمة فليؤد شرط الله منها."
      • مجاهد: "يقول: على هذا الشرط أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتؤمنوا بالله."
      • ابن كثير: "الصحيح أن هذه الآية عامةٌ في جميع الأمة، كل قَرْن بحسبه، وخير قرونهم الذين بُعثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يلونهم."
  2. "أخرجت للناس":

    • معنى الإخراج: الإخراج هنا بمعنى الإظهار والإعلان، أي أن الأمة الإسلامية هي الأمة التي أظهرها الله للناس، وجعلها شاهدة عليهم.
    • مسؤولية الأمة: هذا الإخراج يحمل الأمة مسؤولية عظيمة، وهي تبليغ رسالة الله للناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  3. "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر":

    • أهمية الأمر والنهي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما من أهم شعائر الإسلام، وهما علامتان بارزتان على خيرية الأمة.
    • شروط الأمر والنهي: للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروط، منها العلم والحكمة والرفق.
  4. "وتؤمنون بالله":

    • الإيمان هو الأساس: الإيمان بالله هو أساس جميع الأعمال الصالحة، وهو الذي يدفع المسلم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  5. "ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم":

    • دعوة أهل الكتاب: الآية الكريمة تدعو أهل الكتاب إلى الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتبين لهم أن ذلك خير لهم في الدنيا والآخرة.
    • انقسام أهل الكتاب: الآية تشير إلى أن أهل الكتاب ليسوا على درجة واحدة في الإيمان، بل منهم المؤمنون ومنهم الفاسقون.

الخلاصة

الأمة الإسلامية هي خير الأمم، ما دامت تحقق الشروط المذكورة في الآية الكريمة، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله. ومسؤولية هذه الأمة عظيمة، وهي تبليغ رسالة الله للناس، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إرسال تعليق

0 تعليقات

مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية