يؤمن البعض أن هذا النور هو معجزة إلهية، بينما يعتبره البعض الآخر خدعة أو مجرد ظاهرة طبيعية. وقد ظهرت العديد من النظريات التي تحاول تفسير الظاهرة، بما في ذلك استخدام مواد كيميائية قابلة للاشتعال الذاتي."
"معجزة" النور المقدس:
يُعتبر ظهور النور المقدس حدثًا هامًا بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس، الذين يرون فيه تأكيدًا على قيامة المسيح. و
النور المقدس يظهر في البداية بلون أزرق، ثم يتغير إلى ألوان أخرى. يظهر هذا النور بأشكال مختلفة، وفي بعض الأحيان يملأ الغرفة التي يقع فيها القبر. من أهم ما يميز هذا النور، بحسب المؤمنين به، أنه لا يحرق، وقد شهد البعض، مثل من ذكر في السؤال، أنهم تعرضوا لهذا النور لسنوات دون أن يصيبهم بأذى. يُزعم أيضًا أن هذا النور يضيء شموع بعض المؤمنين بشكل تلقائي، ويضيء القناديل المطفأة، ويطير كالحمامة في أنحاء الكنيسة.
بعض النظريات التي تكشف سر هذه المعجزة المزعومة
- استخدام مواد كيميائية: يُشير البعض إلى إمكانية استخدام مواد كيميائية قابلة للاشتعال الذاتي، مثل الفسفور الأبيض، لإشعال النور.
- خدعة من الكهنة: يتهم البعض الكهنة الأرثوذكس بالتدخل في ظهور النور، إما عن طريق استخدام مواد مشتعلة أو بطرق أخرى.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
- كيفية خروج وحدوث النور المقدس (النار المقدسة) وهل حقا هي معجزة وأعجوبة أم حيلة وألعوبة:
في عام 2005، وخلال مناظرة تلفزيونية في اليونان مع مجموعة من القساوسة الأرثوذكس، قام كالوبلوس بتجربة أثارت الشكوك حول "معجزة" النور المقدس.
تجربة كالوبلوس:
ويمكنك مشاهدتها علي يوتيوب عبر البحث عن
تعليق كالوبلوس:
وعلق الكاتب والمؤرخ الديني كالوبلوس على تجربته موضحًا أن الفسفور الأبيضwhite phosphorus يمكن أن يشتعل تلقائيًا عند تعرضه للهواء. الاشتعال الذاتي (self-ignition)
وأشار إلى أنه يمكن تأخير الاشتعال عن طريق إذابة الفسفور الأبيض في مذيبات عضوية مناسبةorganic solvents، مما قد يفسر التأخير في ظهور "النور المقدس".أظهرت التجارب المتكررة أنه يمكن تأخير الاشتعال لمدة نصف ساعة أو أكثر، اعتمادا على كثافة المحلول (Density) وعمل المذيبات.
تشير موسوعة لندن (London Encyclopaedia (1829))، المجلد 16، صفحة 499، إلى أن البطريرك اليوناني يدخل القبر بمفرده، ربما ومعه بعض الفسفور المخفي. بعد إضرام النار، يدعي البطريرك أنها اشتعلت بمعجزة، ثم يشعل شعلته ويخرج ليعطيها للشخص المتفق معه مسبقًا. يتم بعد ذلك إشعال باقي الشعل بالتتابع، حسب المبلغ المدفوع.
تؤكد بعض المواقع العلمية على معرفة البعض بالفسفور قبل اكتشاف "براند"، مستشهدة بأدلة تثبت استخدامه داخل الكنائس. وتدعم هذه المواقع ما ذكره "القديس بورفيروس" في مذكراته، حيث جاء فيها:
"Phosphorus and its compounds may have been known before Brand's discovery. Old manuscripts refer to materials that glow in the dark. The word used for such materials today is phosphorescent. Early Christians noted the use of "perpetual lamps" that glowed in the dark. The lamps may have contained phosphorus or one of its compounds."
الترجمة:
"ربما كان الفسفور ومركباته معروفة قبل اكتشاف براند. تشير المخطوطات القديمة إلى مواد تتوهج في الظلام. الكلمة المستخدمة لهذه المواد اليوم هي مواد فسفورية. لاحظ المسيحيون الأوائل استخدام "مصابيح دائمة" تتوهج في الظلام. ربما احتوت المصابيح على الفسفور أو أحد مركباته."
يشرح العالم "مايكل كالوبلوس" هذه الظاهرة في تجربته، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التفاعلات كان معروفًا في العصور القديمة. ويقتبس من المؤرخ والجغرافي والفيلسوف اليوناني "سترابو" الذي يقول في موسوعته الشهيرة "Geographica":
"Poseidonius says that there are springs of naphtha in Babylonia, some of which produce white, others black, naphtha; the first of these, I mean the white naphtha, which attracts flame, is liquid sulphur; the second, or black naphtha, is liquid asphaltus, and is burnt in lamps instead of oil."
الترجمة:
"يقول بوسيدونيوس أن هناك ينابيع نفثا في بابل، بعضها ينتج نفثا بيضاء، وبعضها ينتج نفثا سوداء؛ الأول منها، أعني النفثا البيضاء، التي تجذب اللهب، هي كبريت سائل؛ والثاني، أو النفثا السوداء، هو أسفلت سائل، ويحرق في المصابيح بدلاً من الزيت."
يضيف "كالوبلوس" أن الفسفور كان يستخدم من قبل السحرة الكلدانيين في القرن الخامس قبل الميلاد، وكذلك من قبل اليونانيين القدماء، ولا يزال يستخدم بنفس الطريقة من قبل البطاركة الأرثوذكس الشرقيين في القدس.
3- ما السر وراء تلك المعجزة: وكيف لا تحرق هذه النار المقدسة من يلمسها!
يقول البعض: "ظهور النور المقدس يكون سنوياً بأشكال مختلفة، فإنه مراراً يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. وأهم صفات النور المقدس أنه لا يحرق". هذا الادعاء ما هو إلا استمرار لسلسلة الخداع والتزييف السابقة. فكما تم توضيح كيف يظهر ويشتعل هذا النور أو هذه النار علمياً، تم الكشف عن التقنية المستخدمة في هذه الألعوبة بواسطة رهبان وقساوسة الأرثوذكس، والتي تجعل النار لا تحرق من يلمسها. بل هي لعبة يتقنها الأطفال في الغرب - الذي بالتأكيد لا يعرف شيئاً عن تلك الخرافة كما ذكر سابقاً - وهي كالتالي:
من المعلوم أن الاحتراق (Combustion) تفاعل كيميائي ينتج عنه حرارة وضوء. وكثيراً ما يتضمن الاحتراق الامتزاج السريع للأكسجين (Oxygen) مع الوقود (Fuel) ليتولد عنه الاشتعال. وأحياناً تحل بعض المواد الكيميائية كالفلور (Fluorine) والكلور (Chlorine) محل الأكسجين (Oxygen) في عملية الاحتراق (Combustion).
هنا الوقود (Fuel) هو قطعة القماش من القطن والسائل المضاف يحل محل الأكسجين (Oxygen). فعندما أضفت السائل لقطعة القماش الملفوفة بالخيط أصبح الاحتراق يحدث في داخل القطعة وليس خارجها - بسبب الأكسجين (Oxygen) والسائل المضاف (Ronsonol: سائل متطاير مثل الكحول) داخل القطعة - فلا تحتاج القطعة إلى الأكسجين (Oxygen) من الهواء الجوي: فتكون الحرارة داخل القطعة أكبر منها على سطحها والضوء هو الذي يظهر حول القطعة.
أي أن الحرارة تنتشر من داخل الكرة حتى تكون ضعيفة على سطحها والضوء هو الذي يخرج كما نراه. وعند انتهاء هذا الوقود ما تلبث إلا أن تعود النار لطبيعتها الحارقة كما يحدث بالفعل في الاحتفال.
تاريخ الفوسفور ووجوده في الطبيعة
4- أقوال العلماء ورجال الدين المسيحي أنفسهم حول تلك الظاهرة:
1- المؤرخ الإنجليزي الشهير "إدوارد جيبون" (Edward Gibbon):
في كتابه "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" (Decline and Fall of the Roman Empire) الذي يُعد من أهم وأعظم المراجع في موضوعه:
Decline and Fall of the Roman Empire, Vol. 5, by Edward Gibbon, [1788]: Chapter LVII: The Turks. Part III:
"The miraculous flame which was kindled on the eve of Easter in the holy sepulchre. This pious fraud, first devised in the ninth century, was devoutly cherished by the Latin crusaders, and is annually repeated by the clergy of the Greek, Armenian, and Coptic sects, who impose on the credulous spectators for their own benefit, and that of their tyrants."
الترجمة:
"النار المقدسة التي تُشعل عشية عيد الفصح في القبر المقدس. هذا الاحتيال الورع، الذي ابتكر لأول مرة في القرن التاسع، كان يُعتز به بشدة من قبل الصليبيين اللاتينيين، ويتكرر سنويًا من قبل رجال الدين في الطوائف اليونانية والأرمنية والقبطية، الذين يفرضونه على المتفرجين السذج لتحقيق مصلحتهم الخاصة ومصلحة طغاةهم."
2- عالم الإنسانيات اليوناني "أدامانتيوس كوراي" (Adamantios Korais):
اعتبر "أدامانتيوس كوراي" النار المقدسة أحد أنواع الغش الديني في بحثه "عن النور المقدس بالقدس" (On the Holy Light of Jerusalem). وأشار إلى الحدث بأنه "مكائد كهنوتية احتيالية" (machinations of fraudulent priests) والضوء بـ "غير المقدس" (unholy) وكونه فقط "معجزة لكسب النقود والأموال والأرباح" (a profiteers' miracle) من البسطاء.
3- البابا غريغوري التاسع (Pope Gregory IX):
في عام 1238، استنكر "البابا غريغوري التاسع" النار المقدسة ووصفها بأنها تزوير وخداع، ومنع الكاثوليك من المشاركة في هذا الاحتفال المزيف
.موسوعة لندن(London Encyclopaedia (1829)المجلد 16 - صـ 499
4- موسوعة لندن (London Encyclopaedia (1829))، المجلد 16، صفحة 499:
تقول بأن البطريرك اليوناني يدخل إلى القبر بمفرده ربما ومعه بعض الفسفور المخبأ في جيبه... ثم بعد اشتعال النار يقول البطريرك إنها حدثت بمعجزة، فيشعل شعلته ويخرج ليعطيها للشخص المتفق معه مسبقًا، ويتم إشعال باقي الشعل بالترتيب حسب المبلغ المدفوع.
الخاتمة:
-
النور المقدس لا يعرفه ولا يعترف به إلا طائفة واحدة فقط من الطوائف المسيحية الرئيسية، وهي طائفة المسيحية الأرثوذكسية (Orthodox Christians) والتي تعتبر أقل الطوائف عددًا في العالم مقارنة بباقي الطوائف الأخرى (الكاثوليكية والبروتستانتية). وتعتبر "خرافة النور المقدس" ما هي إلا نوعًا من الحيل والخداع والأكاذيب لجمع التبرعات من السذج والبسطاء.
-
قام المؤرخ والكاتب الديني مايكل كالوبلوس (Michael Kalopoulos)، في مناظرة على التلفزيون اليوناني مع مجموعة من القساوسة الأرثوذكس، بكشف هذه الحيلة عن طريق تقنية الاشتعال الذاتي (self-ignition) للفسفور الأبيض (white phosphorus) بفعل الاحتكاك مع الهواء.
-
يمكن إنتاج نوع من الاحتراق باستخدام عنصر غير الأكسجين (Oxygen) مثل الكلور (Chlorine) أو الفلور (Fluorine)، مع تبليل قطعة من القماش بنوع خاص من الوقود (Fuel) مثل الرونسنول (Ronsonol) وهو سائل متطاير مثل الكحول، فيحدث الاحتراق داخل القطعة وليس خارجها، فتكون الحرارة داخل القطعة أكبر منها على سطحها والضوء فقط هو الذي يظهر حول القطعة.
-
أنكر هذه الخدعة الكثير من العلماء واللاهوتيين والمفكرين على مر العصور مثل المؤرخ الإنجليزي الشهير إدوارد جيبون (Edward Gibbon)، وعالم الإنسانيات اليوناني أدامانتيوس كوراي (Adamantios Korais) والبابا غريغوري التاسع (Pope Gregory IX)، واعتبروها ما هي إلا خدعة لوهم البسطاء والاستيلاء على أموالهم وتبرعاتهم.
=======================
5- معجزة نيران بوذا والتنين "نجا" (Naga fireball) تتحدى نور قبر يسوع
والموضوع باختصار أنه في كل سنة، مئات من الكرات النارية تنفجر عفويا من نهر ميكونغ في تايلاند (Thailand’s Mekong River). المعروفة باسم "bung fai paya nak" أو "كرات نجا النارية" حيث تظهر عند اكتمال قمر خريف نهاية الصوم البوذي الكبير (Buddhist Lent). حيث يعتقد بأن بعض الكرات النارية تأتي من انفاس الثعبان الأسطوري التنين البوذي "نجا" (Naga)، الذي يثير النهر.
صور من احتفال البوذي "Naga fireball"
المصادر :
Naga fireball - Wikipedia, the free encyclopedia
http://en.wikipedia.org/wiki/Naga_fireball
5 natural events that science can't explain - Mother Nature Network
https://www.researchgate.net/publication/233486379_The_Postmodernization_of_a_Mythical_Event_Naga_Fireballs_on_the_Mekong_River
0 تعليقات
اضف تعليق يدعم الموضوع