مرحبا بكم في مدونة فَذَكِّرْ المدونة ملتقي للرد العلمي بكل إحترام للأشخاص وتوجاهتهم ودون تميز

كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

استكشاف شكل الأرض من خلال وصف القرآن لليل والنهار-إعجاز القرآن في وصف الليل والنهار


الليل والنهار في القرآن الكريم: إعجاز علمي ونظام كوني بديع - دليل علي كروية الأرض  كشكل عام للأرض 

في هذا الكون العجيب، تتجلى عظمة الخالق وإبداعه في كل ما خلق، ومن بين آياته الباهرة، الليل والنهار، تلك الظاهرة الكونية التي تحكم حياة الكائنات الحية على كوكب الأرض.

الأرض بين شكلين:

للأرض شكلان، شكل عام وشكل خاص   تحدث عنه كتاب الله  عز وجل فضلا عن مراحل تكوينها  في هذا الموضوع، سنتناول الليل والنهار كشكل عام للأرض، ونتأمل في الآيات القرآنية التي تتحدث عنهما، وما تحمله كل آية من إعجاز في حد ذاتها.

الليل والنهار: آيات بينات:

القرآن الكريم وكروية الأرض:

لقد أشار القرآن الكريم إلى كروية الأرض في عدة آيات،  سنتحدث عنها  تفصيلا 

دوران الليل والنهار وكروية الأرض

لولا ظاهرة دوران الليل والنهار المستمر حول الأرض، بسبب حركة الأرض الدؤوبة، ولولا وجود الشمس لتأمين الإضاءة اللازمة للنهار، ولولا كروية الأرض، لما كانت هذه العمليات لتحدث. وقد بين القرآن الكريم هذه الحقائق بطريقة إعجازية وكأننا نراها رأي العين.

الليل يسبح في الفضاء





يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ (الأنبياء: 33).

كما أن الشمس لها فلك خاص تسبح فيه، وكذلك القمر، هناك حركة مستمرة ومنتظمة لليل والنهار، وهذه الحركة دليل على كروية الأرض. فالليل والنهار يتحركان بنفس السرعة ويسبحان حول الأرض نتيجة لدورانها حول نفسها. وكما أن القمر يدور حول الأرض في مدار محدد، والأرض تدور حول الشمس في مدار محدد، كذلك فإن الليل يدور ويلف حول الكرة الأرضية، ويكوّر ويحيط بالنهار. وسرعة حركة الليل والنهار هي ذاتها سرعة دوران الأرض حول محورها.

الليل والنهار في القرآن 

  • آية الليل:

هنالك الكثير من الآيات التي حدثنا الله تبارك وتعالى فيها عن الليل والنهار ومن هذه الآيات العظيمة قول الحق تبارك وتعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس: 37].

  • تصوير قرآني بديع لظاهرة الليل والنهار:


تأملوا معي هذه الصورة التي التقطتها وكالة ناسا للفضاء! حيث التقطوا صورة للمنطقة التي يتداخل فيها الليل مع النهار، فإذا ما تأملنا هذه الصورة جيداً نلاحظ أن طبقة النهار هي طبقة رقيقة أشبه بالجلد الذي يغلف الحيوانات أو الدابة أو الإنسان أو أي شيء له غلاف رقيق، هذه الطبقة الرقيقة هي طبقة النهار، ولا يزيد سمكها عن أكثر من 1 على 100 من قطر الأرض1 أي هي أقل من 1 على 100 من قطر الأرض. هذه الطبقة الرقيقة تغلف نصف الكرة الأرضية المقابل للشمس، والنصف الآخر يخيم عليه الظلام، وحتى هذه الطبقة محاطة من جميع جوانبها بالظلام بالليل، ولذلك عندما وصف الله تبارك وتعالى لنا في آية أخرى هذه الظاهرة قال عز وجل: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ) [الزمر: 5]، وقال أيضاً: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ) [الحديد: 6]، وقال: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) [الأعراف: 54] فلم يقل (يغشي النهار الليل) بل قال: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) أي أن الليل يغشى النهار من جميع جوانبه.

  • إعجاز القرآن في وصف الظواهر الكونية:

وهذه الحقيقة لم يكن أحدٌ يتصورها أبداً من قبل، الإنسان الذي يقف على سطح الأرض، وأثناء النهار ينظر إلى السماء يظن بأن شعاع الضوء متصل حتى الشمس (من الأرض إلى الشمس) يظن أن النهار يشمل كل هذه المسافة.



عندما خرج الإنسان خارج الغلاف الجوي (عندما خرج خارج الأرض) وجد أن الشمس تبدو كنجم صغير جداً لامع، أي أنك عندما تخرج خارج الأرض لا ترى الشمس بصورتها التي تراها من على الأرض، لذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13] فالشمس عندما تلقي بأشعتها إلى الغلاف الجوي وهج هذا الشمس وهذه الأشعة الشمسية تتفاعل مع طبقات الغلاف الجوي وتتفاعل مع ذرات الهواء وتشكل هذه الطبقة من النهار التي نراها وما هي إلا طبقة رقيقة جداً.

يقول تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (البقرة: 187).

المنطقة التي تتوسط الليل والنهار تظهر في الصور وكأنها خيط رفيع يفصل بين الظلام والنور. وهذه الآية تتحدث عن وجود منطقة فاصلة بين الليل والنهار والفجر في وسطها. والخط الفاصل بين الليل والنهار يحيط بالكرة الأرضية ويمر من القطبين، وفي هذه المنطقة حيث يتداخل الليل مع النهار هناك حدّ رفيع يفصل بين الظلام والنور.


قام العلماء بتصوير المنطقة التي تفصل الليل عن النهار، ولكن جميع الصور جاءت غير واضحة، لأن هذه المنطقة يحدث فيها تداخل لا يمكن أن نراه بالعين المجردة ولا حتى بالعدسات (عدسات التلسكوبات) السبب في ذلك أن منطقة التداخل بين الليل والنهار تمتد لمسافة طويلة والتداخل متدرج جداً، لذلك فإن ظاهرة تداخل الليل مع النهار من الظواهر التي تُدهش وتحير العلماء ولذلك فإن الله تبارك وتعالى ذكرها لنا في كتابه عندما قال: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) إذاً تداخل الليل في النهار وتداخل النهار في الليل هو آية من آيات الله.

  • محاولة العلماء لرصد تداخل الليل والنهار:

حاول العلماء التقاط صور ولكن الصور جاءت غير واضحة كما نراها، فقاموا بتركيب صور على الكمبيوتر، حيث أنهم التقطوا صوراً للأرض من عدة زوايا، فالأرض 360 درجة، فهي عبارة عن كرة زاويتها المحيطية 360 درجة، فقاموا بالتقاط صور للكرة الأرضية من جميع الزوايا، وفي أوقات متنوعة من الليل والنهار، وأزالوا تأثير الغيوم لأن الغيوم دائماً تغطي أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية – لذلك عندما ننظر من الخارج (من خارج الأرض) فإن هذه الغيوم تُخفي لنا تحتها منطقة تداخل الليل مع النهار – فقاموا بإزالة هذه الغيوم بواسطة برامج خاصة على الكمبيوتر وقاموا كذلك بإعطاء الأرض الشكل الأقرب للواقع – قاموا بتوضيح معالم الكرة الأرضية البر والبحر والأماكن والمدن التي تظهر فيها الإضاءة وغير ذلك – وكانت النتيجة أنهم وجدوا أن هنالك خطاً دقيقاً يفصل بين الليل وبين النهار.

هذا ما تظهره الصور التي التقطها العلماء حديثاً وقاموا بمعالجتها على الكمبيوتر فظهرت أمامنا مثلاً قارة أوربا كما نراها وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وهنالك خط فاصل يفصل الليل عن النهار، ونرى في منطقة الليل كأن هنالك خيطاً أسود أو خطاً أسود رفيعاً، وفي منطقة النهار خطاً أبيض وبينهما منطقة ضيقة جداً هذه هي منطقة الفجر. ولذلك فإن الله تبارك وتعالى وصف لنا هذا المشهد الذي لا يمكن أبداً أن نراه بأعيننا ولكننا رأيناه أخيراً بالكمبيوتر عندما قال: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).   

  • الخيط الأبيض من الخيط الأسود:

هذا ما تظهره الصور التي التقطها العلماء حديثاً وقاموا بمعالجتها على الكمبيوتر فظهرت أمامنا مثلاً قارة أوربا كما نراها وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وهنالك خط فاصل يفصل الليل والنهار في القرآن 


    تداخل الليل والنهار 




    يقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (لقمان: 29).

    يتداخل الليل والنهار على طول دائرة تحيط بالأرض، وهي المنطقة التي يحدث في أحد وجهيها غروب للشمس، وعلى الوجه الآخر يحدث شروق للشمس. والخط الفاصل بين الليل والنهار هو دائرة تحيط بالكرة الأرضية، تتحرك بسبب دوران الأرض، حيث ينتقل النهار من نقطة لأخرى حتى يلف الأرض خلال 24 ساعة، وتتكرر هذه العملية كل يوم.

    الليل يحيط بالنهار بشكل دائري 



    يقول تعالى: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ (الزمر: 5).

    إن منطقة التداخل بين الليل والنهار ليست مستقيمة أو متعرجة، بل على شكل دائرة تحيط بالكرة الأرضية. وكلمة (يُكَوِّرُ) تعني أنه يدخل الليل في النهار بشكل دائري يشبه الكرة. وهذه الآية دليل على كروية الأرض أيضاً. فالليل يتحرك باتجاه الغرب (اليسار) ويحيط بالنهار من كل جانب على طول هذه الدائرة، ويظهر وكأنه يسابقه ويلاحقه، أما في الجانب الآخر فإن العكس يحدث، حيث يتحرك النهار ويحاول ملاحقة الليل ويلف حوله على طول الخط الفاصل بينهما، وتتكرر هذه العملية باستمرار.

    المنطقة الفاصلة بين الليل والنهار




    • دوران الأرض وتعاقب الليل والنهار:


      وفي دراسة لظاهرة دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها، يتضح لنا أنه لو توقفت الأرض عن الدوران حول نفسها، مع استمرار دورانها حول الشمس

      بافتراض أن الأرض أكملت دورة واحدة حول الشمس في 365 يومًا، ودورة واحدة حول نفسها في نفس المدة، فسيترتب على ذلك أن وجهًا واحدًا من الأرض سيكون مضاءً بشكل دائم، بينما الوجه الآخر سيكون مظلمًا بشكل دائم، تمامًا كما هو الحال مع القمر.

      هذا يعني أن نصف الكرة الأرضية سيشهد نهارًا أبديًا، بينما النصف الآخر سيغرق في ليل سرمدي.

      إعجاز القرآن في وصف الظواهر الكونية بدقة وإيجاز

      يشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بطريقة بديعة وموجزة في قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ، 1 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 71-72]

      هذه الآيات، وغيرها، تشير إلى أن القرآن الكريم لم يذكر حقائق كونية إلا وكانت هناك إمكانية لتحققها، حتى وإن بدت مستحيلة في ظاهرها. فالله تعالى، بقدرته التي لا يحيط بها الوصف، قادر على أن يجعل الليل سرمداً دائماً، أو النهار سرمداً دائماً، كما يشاء وكما تقتضي حكمته.

      القطب الشمالي: مثال حي على قدرة الله وتذكير بنعمه

      وفي منطقة القطب الشمالي، حيث يستمر الليل ستة أشهر والنهار ستة أشهر، نجد مثالاً حياً على قدرة الله تعالى، وتذكيراً لنا بنعمة تعاقب الليل والنهار، تلك النعمة التي قد لا ندرك قيمتها إلا إذا فقدناها.



    اختلافات بين الليل والنهار 



    يوجد اختلافات كثيرة بين منطقة الليل ومنطقة النهار على سطح الأرض، اختلاف في درجات الحرارة، اختلاف في كمية الأشعة الكونية الساقطة على كل منها، اختلاف في تأثير القمر (المد والجزر)، اختلاف في أساليب الحياة للكائنات الحية والنباتات... واختلافات أخرى لا تُحصى. ولولا هذا الاختلاف لم تستمر الحياة على الأرض، فالنباتات لا يمكن أن تنمو إلا بتعاقب الليل والنهار، وبالتالي لولا اختلاف الليل والنهار لزالت الحياة من على الأرض.

    يقول تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: 190).

    الليل يغشى النهار 



    يقول تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ (الأعراف: 54).

    إن الذي ينظر إلى الأرض من الخارج يرى الظلام يغشى النهار على سطحها. بل إن الأرض محاطة بالكامل بالظلام. ولو أننا سرَّعنا حركة الأرض وصورناها بفيديو، نرى وكأن الليل يلحق النهار ويحاول التقاطه ولكن دون أن يسبقه أو يتقدم عليه! وأول ما يلاحظه من يخرج من كوكب الأرض باتجاه الفضاء الخارجي، الظلمة الدامسة التي تغشى كل شيء.

    النهار طبقة رقيقة جداً



    يقول تعالى: ﴿وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ﴾ (يس: 37).

    إن طبقة النهار رقيقة جداً أشبه بطبقة الجلد التي تغلف جسد الإنسان. وتبلغ سماكة طبقة النهار، التي تغلف الجانب المضيء من الكرة الأرضية، ولا يتجاوز ارتفاعها 100 كيلو متر، بينما يبلغ قطر الأرض بحدود 12500 كيلو متر، أي أن طبقة النهار أقل من واحد بالمئة فقط من قطر الأرض.

    الليل والنهار يقدمان خدمات مجانية 



    يقول تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ (إبراهيم: 33).

    يتحدث العلماء عن فوائد كثيرة لتعاقب الليل والنهار، من حيث استقرار درجات الحرارة على الأرض لتبقى مناسبة للحياة، وحدوث الليل والنهار ضروري لنمو النباتات... إذاً الليل والنهار يقدمان لنا خدمات مجانية لا تُحصى. وكلمة (سَخَّرَ) تعني كلَّفه عملاً بلا أجر، وهذا ما تقوم به الشمس حيث أنها تقدم لنا عملاً مجانياً. وعندما نتأمل بقية الأجسام الكونية كالقمر، نلاحظ أنه لا يوجد على سطحه تعاقب لليل والنهار، فنجد جانباً مظلماً شديد البرودة وجانباً منيراً ذو حرارة مرتفعة جداً.



    انتظام حركة الأرض

    إن حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس تتم بصورة منتظمة ولا يوجد أدنى خلل يمكن أن يسبب اضطراباً في التوقيت أو تعاقب الليل والنهار، وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى: ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ (يس: 40).


    ندما ننظر إلى الكون الفسيح، نرى الظلام يسيطر على معظم أجزائه، فالليل هو الحالة الأساسية التي تغطي الجزء الأكبر من هذا الكون. تخيل أنك تراقب كوكب الأرض من الفضاء، سترى الظلام يحيط بها من كل جانب، باستثناء طبقة رقيقة من النهار.

    عندما نلتقط صورًا للأرض وهي تدور حول نفسها، ونقوم بتسريع هذه الصور، سنرى بوضوح كيف يتعاقب الليل والنهار، وكأن الظلام يطارد النهار باستمرار.

    إن إعداد فيلم كهذا عن حركة الأرض وتعاقب الليل والنهار يتطلب جهودًا كبيرة وأموالًا طائلة، بالإضافة إلى مركبات فضائية وأجهزة متطورة ومئات الباحثين.

    لكن القرآن الكريم يقدم لنا هذا المشهد بدقة وإيجاز شديدين، ففي الآية الكريمة: (يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً) [الأعراف:54]، تصوير بديع لكيفية تعاقب الليل والنهار، حيث يغشى الليل النهار ويلحقه بسرعة.

    هذه الآية الكريمة تقدم لنا صورة واضحة ومختصرة عن تعاقب الليل والنهار، وتوضح لنا كيف أن الليل يتبع النهار باستمرار وبسرعة.


    في آية أخرى، نجد تصويراً بديعاً لسباق الليل والنهار: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: 40]. هذه الآية تصور لنا الليل والنهار كأنهما في سباق مستمر، ولكن لا يمكن للليل أن يسبق النهار، فلكل منهما وقته المحدد.



    أما عن تداخل الليل في النهار والعكس، فيخبرنا البيان الإلهي عن هذه العملية بقوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} [الحديد: 6]. هذه الآية تصف لنا كيف أن الليل والنهار يتداخلان بشكل تدريجي، فكل منهما يأخذ من الآخر حتى يتعادلا ثم ينعكس الأمر.



    ولو تعمقنا أكثر في آيات الرحمن، نجد أن الله تعالى قد حدثنا عن أن الليل فوق النهار! فطبقة النهار المضيئة هي طبقة رقيقة على وجه الأرض، ولكن يحيط بها الظلام من فوقها بشكل مُحكم. لذلك يقول تعالى عن هذا المشهد: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر: 5].


    هذه الآية تصور لنا الليل والنهار كأنهما يتكوران على بعضهما البعض، فالليل يحيط بالنهار من جميع الجهات، والنهار يحيط بالليل من جميع الجهات. وهذا التصوير الدقيق يوضح لنا كيف أن الليل والنهار ليسا مجرد متعاقبين، بل هما متداخلان ومتكاملان، وكل منهما يكمل الآخر.


    إن هذه الآيات الكريمة تقدم لنا صورة رائعة عن تعاقب الليل والنهار، وتوضح لنا كيف أن هذا التعاقب ليس مجرد حدث طبيعي، بل هو آية من آيات الله تعالى، تدل على عظمته وقدرته.

    إن القرآن الكريم يقدم لنا صورة بديعة عن تعاقب الليل والنهار، ويشير إلى أن الليل هو الأصل والأساس في الكون.

     فعندما يتحدث سبحانه وتعالى عن الخلق يبدأ بالليل فيقول: (وهو الذي خلق الليل والنهار) [الأنبياء: 31]. وعندما يتحدث سبحانه وتعالى عن تقلب الليل والنهار أيضاً يبدأ بالليل: (يقلب الله الليل والنهار) [النور: 44]. حتى صورة الاختلاف بين الليل والنهار أيضاً يبدؤها الله بالليل فيقول: (واختلاف الليل والنهار) [آل عمران: 19].

    ، نجد أن الآيات القرآنية التي تتحدث عن الليل والنهار تبدأ بالليل، وهذا ليس محض صدفة، بل هو إشارة إلى أن الظلام والليل هما الحالة الأصلية للكون، وأن النهار هو حالة طارئة تأتي بعد الليل.

    وهذا ما تؤكده الاكتشافات العلمية الحديثة، حيث تشير إلى أن الكون في بداياته كان مظلماً، ثم بدأ النور بالظهور تدريجياً.

    وليس هذا فحسب، بل إن حتى كلمة "الليل" ومشتقاتها تكررت في القرآن الكريم 92 مرة، وهو نفس رقم سورة الليل في المصحف، وهذا التوافق العجيب يثير الدهشة ويحمل في طياته إعجازاً مذهلاً.

    إن هذا التوافق الرقمي واللغوي والعلمي في القرآن الكريم ليس إلا دليلاً على أن هذا الكتاب هو كلام الله تعالى، الذي أحكم آياته وفصلها، وأنه لا يمكن أن يكون من عند غير الله.



    القرآن الكريم كذلك كما هو  مليء بالآيات التي تتحدث عن الليل والنهار يتحدث   عن النوم كآية من آيات الله. وقد ربط الله تعالى بين النوم والسمع في قوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [الروم: 23].

    آيات التي تحدثت عن الليل والنهار كثيرة، يقول تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. فالليل آية من آيات الله جعل الله تبارك وتعالى فيها النوم آية أيضاً.

    • نشاط الدماغ أثناء النوم:


    من عجائب النوم ما وجده العلماء في بداية العام (2007) أثناء مراقبتهم لدماغ الإنسان وهو نائم، فقد كان الاعتقاد في السابق أن الإنسان عندما ينام يتوقف الدماغ عن العمل، ولكن تبين فيما بعد وذلك باستخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي FMRI (جهاز المسح الوظيفي بالرنين المغناطيسي).

    تبين أن الدماغ يظل في حالة حركة ونشاط مستمر طيلة النوم، بل كانت تمر عليه فترات أثناء النوم ينشط فيها دماغه أكثر من اليقظة.

    • التعلم أثناء النوم:

    لاحظ العلماء أن المعلومات التي يتلقاها الإنسان وهو نائم تتفاعل مع خلايا دماغه دون أن يشعر لأن العقل الباطن هو الذي يكون في هذه الحالة يعمل.

    قام الباحثون بإجراء تجربة على عدة أناس نائمين، وراقبوا أدمغتهم بهذه الأجهزة وجدوا في دماغ الإنسان مناطق تنشط وتتفاعل مع المعلومات التي يتم إلقاؤها.

    • حفظ القرآن أثناء النوم:

    اقترحت طريقة وهي: حفظ القرآن أثناء النوم. كل ما عليك أن تفعله أن تستغل هذه الآية من آيات الله التي حدثنا عنها ولفت انتباهنا إليها ولكننا للأسف قصَّرنا في البحث فسبقنا الغرب إليها، هذه الآية التي قال الله تبارك وتعالى فيها: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) هذا المنام (النوم) هو آية ومعجزة من معجزات الله ونعمة من نعمه، وربطها بالسمع قال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)، أي أن هنالك علاقة ما بين النوم وما بين السمع (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).

    يقول تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].

    وهذا يعني أن آيات القرآن الكريم قد أُحكمت في كلماتها ومعانيها، وفُصِّلت في تفاصيلها، وأنها جاءت من عند الله الحكيم الخبير، الذي يعلم كل شيء.

    فسبحان الله العظيم، الذي أنزل علينا هذا الكتاب العظيم، وجعله نوراً وهدىً لنا في الدنيا والآخرة.

    Pearce, Q.L. Strange Science: Planet Earth Tor Books, 1993

    Bender, Lionel. Our Planet Simon & Schuster, 1992

    Farndon, John How the Earth Works (Random, 1992

    http://www.gearthblog.com/blog/archives/2005/08/earths_night_an.html

    www.nasa.gov

     اقرأ-هل الارض كروية او مسطحة الرد علي شبهة شكل الارض في القران 


    والشمس تجري لمستقر لها- كيف تجري الشمس علميا وأين تذهب لمستقرلها



    إرسال تعليق

    0 تعليقات

    مساحة اعلانية احترافية
    مساحة اعلانية احترافية
    مساحة اعلانية احترافية