الضبط الدقيق للكون (Fine-tuning)وهي فكرة تشير إلى أن الثوابت الفيزيائية الأساسية وقوانين الطبيعة تبدو مُعَدَّة بدقة فائقة، وهي من أبرز الاكتشافات الفيزيائية الحديثة، حيث يشير إلى أن مجموعة من الثوابت الفيزيائية الأساسية تتخذ قيمًا دقيقة للغاية، وأي انحراف طفيف عن هذه القيم سيؤدي إلى استحالة وجود حياة كما نعرفها. وقد اكتشف هذا المفهوم العالم الفيزيائي الشهير السير مارتن ريس
أمثلة على الضبط الدقيق:
ستة أمثلة رئيسية على الضبط الدقيق، وهي:
- قيمة إبسيلون (Epsilon): تحدد نسبة تحول الهيدروجين إلى هيليوم في الانفجار العظيم. أي تغيير طفيف في هذه القيمة سيؤدي إلى عدم تكون العناصر الثقيلة اللازمة للحياة، أو إلى تحول كل الهيدروجين إلى هيليوم، مما يمنع تكون النجوم.
- قيمة N: تمثل النسبة بين القوة الكهرومغناطيسية والقوة الجذبوية. إذا كانت الجاذبية أضعف قليلاً، لما تكونت النجوم. وإذا كانت أقوى قليلاً، لاحترقت النجوم بسرعة.
- قيمة أوميغا (Omega): تحدد معدل توسع الكون. أي تغيير طفيف في هذه القيمة سيؤدي إما إلى توسع سريع جداً أو إلى انكماش سريع جداً، مما يمنع تكون المجرات والنجوم.
- قيمة لامدا (Lambda): تمثل الثابت الكوني، الذي يحدد تسارع توسع الكون. يجب أن تكون هذه القيمة ضمن نطاق ضيق جداً، وإلا سينهار الكون أو يتوسع بسرعة كبيرة.
- قيمة Q: تحدد مدى انتظام كثافة الطاقة في الانفجار العظيم. إذا كانت هذه الطاقة منتظمة تماماً، لما تكونت النجوم والكواكب. وإذا كانت غير منتظمة أكثر من اللازم، لغلبة الثقوب السوداء.
- قيمة D: تمثل عدد الأبعاد الفضائية. يجب أن تكون ثلاثة أبعاد، وإلا لما استقرت مدارات الكواكب والإلكترونات.
اعتراضات على الضبط الدقيق:
الاعتراضات على فكرة الضبط الدقيق، مثل:
- نظرية كل شيء: قد يكون هناك قانون أعم يشرح قيم الثوابت الفيزيائية.
- قوانين/ثوابت فيزيائية أخرى: قد توجد قوانين أخرى تسمح بوجود حياة.
- أشكال أخرى من الحياة: قد توجد حياة لا تعتمد على الكربون.
- المبدأ الإنساني: قد نكون هنا فقط لأن الكون يسمح بوجودنا.
- المستقبل العلمي: قد تتغير نظرتنا للفيزياء في المستقبل.
يُعد مفهوم الضبط الدقيق للكون سمةً فيزيائيةً كونيةً اكتشفها العالم الفيزيائي الشهير السير مارتن ريس. يُشير هذا المفهوم إلى أن ستة عوامل فيزيائية أساسية تحدد طبيعة الكون وقابليته للحياة. تتخذ هذه العوامل قيمًا دقيقة للغاية، وأي انحراف طفيف عن هذه القيم يجعل الكون غير قادر على إعالة الحياة.
العوامل الستة هي:
.
تتحدد طبيعة الكون وقابليته للحياة بستة عوامل فيزيائية أساسية، وهي:
- إبسلون (Epsilon): تبلغ قيمته 0.007، ويمثل نسبة الهيدروجين الذي تحول إلى هيليوم في الانفجار العظيم (Big Bang). لو قلت هذه القيمة إلى 0.006، لضعفت القوى النووية الضعيفة، وبالتالي لم تتكون الذرات الثقيلة مثل الكربون اللازم للحياة، ولم تتكون النجوم، ولكان الكون مليئًا بالهيدروجين فقط. أما إذا زادت قيمته إلى 0.008، فسيتحول كل الهيدروجين إلى هيليوم أثناء الانفجار العظيم، ولن يتبقى هيدروجين لإنتاج الطاقة في النجوم.
- إن (N): تبلغ قيمته 10^36، ويمثل نسبة القوة الكهرومغناطيسية إلى القوة الجذبية. لو كانت الجاذبية أضعف قليلًا، لما تكونت النجوم، ولو كانت أقوى، لاحترقت النجوم بسرعة.
- أوميغا (Omega): يمثل نسبة انكماش الكون إلى توسعه. يجب أن تكون قيمته قريبة جدًا من الواحد الصحيح. يقول مارتن ريس: "لو اختلفت Omega عن الواحد الصحيح بعد ثانية واحدة من Big Bang بقيمة 1 على مليون بليون، لما كنت تقرأ مقالتي الآن!".
- لامدا (Lambda): يمثل الثابت الكوني (Cosmological Constant)، وهو مسؤول عن تسارع توسع الكون. يجب أن تكون قيمته في نطاق ضيق جدًا. لو زادت قليلًا، لاتسع الكون بسرعة كبيرة، ولو قلت، سينهار الكون.
- كيو (Q): تبلغ قيمته 1/100000، ويمثل مدى عدم انتظام كثافة الطاقة في الانفجار العظيم. لو كانت الطاقة منتظمة تمامًا، لما تكونت النجوم والكواكب، ولو كانت غير منتظمة أكثر من اللازم، لامتلأ الكون بالثقوب السوداء.
- دي (D): يمثل عدد الأبعاد الفضائية. يجب أن يكون ثلاثة. ففي بعد واحد أو بعدين، تستحيل الحياة، ولو زاد عدد الأبعاد عن ثلاثة، فستكون مدارات الكواكب والإلكترونات غير مستقرة.
يستحيل أن تتفق هذه العوامل الستة على هذه القيم الدقيقة بمحض الصدفة، مما يشير إلى وجود خالق عظيم للكون.
تعريف الضبط الدقيق للكون
الضبط الدقيق للكون معناه أن الثوابت الأساسية و مقادير الطبيعة تقع في نطاق ضيق جدًا، لدرجة أنّ أي تغير صغير في الثوابت الأساسية لن يؤدي إلى بناء وتطور المادة أو الأفلاك أو
جميع أشكال الحياة.
أنواع الضبط الدقيق للكون:
هناك عدة أمثلة للضبط الدقيق للكون، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
• الضبط الدقيق لقوانين الفيزياء مثل قوانين القوى الرئيسية وهيالجاذبية و القوة الضعيفة و القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية التي تربط بين البروتينات والنيترونات معًا في الذرة.
• الضبط الدقيق للثوابت الفيزيائية ولها أمثلة عديدة ومن أبرزها : الضبط الدقيق للثابت الكوني.
• الضبط الدقيق للشروط الابتدائية للكون وأبرزها موجود في الضبط الدقيق للإنتروبي المنخفض (LOW ENTROPY).
عتراضات متنوعة على الضبط الدقيق للكون والرد عليها
1. الاحتجاج بـ "نظرية كل شيء"
الاعتراض:
يرى البعض أن وجود "نظرية كل شيء" (Theory of Everything) قد يفسر قيم ثوابت الفيزياء، بحيث تكون هذه القيم ضرورية لوجود الحياة.
الرد:
- صعوبة إيجاد "نظرية كل شيء": رغم الجهود المبذولة، لا يزال إيجاد "نظرية كل شيء" أمراً بعيد المنال، خاصة مع اعتراف علماء الأوتار بوجود حلول عديدة لنظرية الأوتار الفائقة.
- نظرية كل شيء لا تفسر الشروط الابتدائية: حتى لو وجدت هذه النظرية، فإنها لا تفسر الضبط الدقيق للشروط الابتدائية للكون.
- الصدفة في "نظرية كل شيء": حتى مع وجود "نظرية كل شيء"، يبقى السؤال: لماذا تتضمن هذه النظرية تحديداً القيم التي تسمح بالحياة؟
2. الاحتجاج بقوانين/ثوابت فيزيائية أخرى
الاعتراض:
من الممكن وجود قوانين أو ثوابت فيزيائية أخرى تسمح بوجود الحياة، لكننا لا نعرفها.
الرد:
- الضبط الدقيق لا يفترض مجموعة قوانين محددة: جدلية الضبط الدقيق لا تفترض أن مجموعتنا من القوانين هي الوحيدة التي تسمح بالحياة، بل تشير إلى أن منطقة القوانين التي تسمح بالحياة صغيرة جداً مقارنة بغيرها.
- التركيز على ثوابت الطبيعة: حتى لو كانت هناك قوانين أخرى، فإن جدلية الضبط الدقيق تركز على ثوابت الطبيعة المعروفة، والتي تظهر ضبطاً دقيقاً لا يمكن إنكاره.
3. الاحتجاج بوجود أشكال أخرى من الحياة
الاعتراض:
من الممكن وجود أشكال أخرى من الحياة غير معتمدة على الكربون، وبالتالي لا يشترط وجود نفس الثوابت الفيزيائية التي نعرفها.
الرد:
- صعوبة تصور حياة غير كربونية معقدة: من الصعب تصور أنظمة مادية غير كربونية قادرة على الوصول إلى التعقيد اللازم للحياة الواعية.
- العديد من حالات الضبط الدقيق لا ترتبط بالكربون: العديد من حالات الضبط الدقيق لا تفترض أن الحياة يجب أن تكون معتمدة على الكربون، بل ترتبط بوجود مصادر طاقة ثابتة وتكوين النجوم والكواكب.
4. الاحتجاج بمبدأ الأنثروبي
الاعتراض:
بما أننا موجودون، فمن الطبيعي أن نلاحظ أن الكون مضبوط بدقة، وإلا لما كنا هنا لنلاحظ ذلك.
الرد:
- مبدأ الأنثروبي لا يفسر الضبط الدقيق: مبدأ الأنثروبي يصف ملاحظتنا للكون، لكنه لا يفسر لماذا هو مضبوط بدقة من الأساس.
- قياس الأمر بفرقة الإعدام: إذا كان هناك خمسون رامياً ماهراً أخطأوا إصابتي، فمن الطبيعي أن أستنتج أن هناك سبباً لذلك، وليس فقط أنني محظوظ.
5. الاحتجاج بالمستقبل العلمي
الاعتراض:
قد تتغير الفيزياء في المستقبل بطريقة تجعل مشكلة الضبط الدقيق غير ذات صلة.
الرد:
- بعض الثوابت تعتمد على حقائق أساسية: العديد من الثوابت تعتمد على حقائق أساسية في الفيزياء، مثل قانون نيوتن للجاذبية، والتي من غير المرجح أن تتغير.
- الضبط الدقيق كاستراتيجية عامة ضعيف الأثر: هذه الطريقة لا يمكن أن تفسر جميع حالات الضبط الدقيق، خاصة تلك التي تعتمد على حقائق أساسية في الفيزياء.
اأود أن أشير إلى بعض المصادر التي تتناول موضوع الضبط الدقيق للكون، وهي:
http://home.messiah.edu/~rcollins/fine-tuning/ft.htm http://biologos.org/questions/fine-tuning http://www.evolutionnews.org/2013/03/the_fine-tuning_1070091.html كما يمكنكم الاطلاع على مقطع فيديو يتناول هذا الموضوع:
بالإضافة إلى ورقة بحثية حول الثابت الكوني:
0 تعليقات
اضف تعليق يدعم الموضوع