موضوع شامل عن الجن واصنافه وتشكل الجن هل الجن يدخل في الانسان هل الجن يتحدث لماذا لا يلبس الجن الغرب الكافر ماهو طعام الجن هل للجن دواب هل الغول وسلعوة من الجن هل الجن يتزوج من البشر او الانسان هل المخنثين اولاد الجن هل القران يحرق الجن وهل بلقيس امها من الجن هل الجن يقتله البشر
نتحدث عن هذا وغيره ان شاء الله
نتحدث عن هذا وغيره ان شاء الله
اصناف الجن
معلوم ان هناك اصناف للجن كما وصف ذلك القران والنبي علي الصلاة والسلام في احاديثه
يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير( الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء
وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
الحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
ومنهم الغواص كما قال الله تعالي *** وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاص ** *صدق الله العظيم
ومن هذه الأصناف الجن الصالح والشيطان والمارد والمريد والعفريت
يقول تعالى: *وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِد وقال تعالي وَمِنَ النّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّبِعُ كُلّ شَيْطَانٍ مّرِيدٍ
قال تعالي *قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ
تشكل الاجن
و الجن أجسام مؤلفة وأشخاص ممثلة يجوز أن تكون رقيقة وأن تكون كثيفة.
ذكر ذلك ابن حجر في الفتح في باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم عن أبي يعلى بن الفراء
جاء في الحديث: الكلب الأسود البهيم شيطان. رواه أحمد عن عائشة -رضي الله عنها-.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرًا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة.
مجموع الفتاوى ج/19 ص/52.
وليس كل كلب اسود هو جان وانما المقصود ان الجان قد يتشكل بصورة الكلب من النوع الاسود
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله- في تفسير ذلك * والصحيح: أنه شيطان كلاب، لا شيطان جِنٍّ، والشيطان ليس خاصًّا بالجن؛ قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ {الأنعام: 112}.
فالشيطان كما يكون في الجِنِّ يكون في الإِنس، ويكون في الحيوان، فمعنى شيطان في الحديث، أي: شيطان الكلاب؛ لأنه أخبثها، ولذلك يُقتل على كُلِّ حال، ولا يحلُّ صيده بخلاف غيره. الشرح الممتع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم فيتصورون في صور الحيوانات والعقارب وغيرها وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير وفي صور الطير وفي صور بني آدم كما أتى الشيطان قريشاً في صورة سراقة بن مالك لما أرادوا الخروج إلى بدر**عن ابن عباس أن إبليس تمثل لقريش يوم بدر في صورة سراقة بن مالك المدلجي وجاءهم بجيش وزعم أنه أراد نصرهم، فلما رأى الملائكة فر وهرب.
. وكما روى أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة.
وقد يتشكل بشكل بني ادم وذلك في قصة السارق التي اوردها الامام البخاري
الذي أخذه أبو هريرة ثلاث مرات ثم أطلقه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة ذلك شيطان.
هل الجن يتكلم علي لسان الانسي
هذه مسالة قد تكلم فيها أهل العلم وهي مسألة معروفة حيث تواتر نقلها قديما وحديثا فهو شيء معلوم علي ارض الواقع لاستعمال ذلك في المس والرقية الشرعية من قران واذكار وادعية
ويمكن الرجوع إلى كتاب وحيد بن عبد السلام بالي بعنوان : الصارم البتار في التصدي للسحرة والأشرار
واعلم يرحمك الله ان القران والدعاء كفيل بالرقية
ولا يجوز الاستعانة بمن يستعين بالجن لرقية من مسه الجن
لقوله تعالى: ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً)
وقوله تعالى: ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا )
هل الجن يدخل في الانسان
الجن من الغائبات عن علم الانسان ولكن نزلت في شأنهم سورة سميت بأسمهم وهي صورة الجن كما اخبرتنا الاحاديث ببعض الاشياء عنهم من
يدل علي ذلك ذلك قول الله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ {الأعراف:27}
دخول الجن في الإنس
هذا أمر محسوس وثابت الوقوع وقد دل على وقوعه قول الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ {البقرة:275}
لذلك قد تخفى علينا حقائقهم وكيفيات أعمالهم ومن ذلك دخولهم في الإنس،
والثابت كما ذكر في الحديث السابق انهم اصناف وانهم يتشكلون وان الجان او الشيطان يجري في الانسان كمجري الدم
قال القرطبي في تفسير هذه الآية *دليل على فساد قول من أنكر الصرع من جهة الجن
ويدل عليه ما رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى غلاماً كان مصاباً
فقد روى أحمد في مسنده عدة قصص من ذلك، وفي الصحيحين أن امرأة كانت تصرع فسألت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها،
والحديث رواه البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال
قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى .
قال : هذه المرأة السوداء ! أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي .
قال : إن شئت صبرتِ ، ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
قالت : أصبر .
ثم قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
وقد ذكر الامام ابن حجر في الفتح أن الذي كان بها من صرع الجن.
كما يدل على إمكانيته ما في الحديث: الذي رواه الامام مسلم * إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة وهو أمر مشهود محسوس لمن تدبره، يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لا يعرفه.
وذكر عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: قلت لأبي: إن أقواماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه.
تلبس الجن بالإنسان سؤاء كان مسلم او كافر
حصر شيخ الإسلام ابن تيمية الأسباب في ثلاثة،
وذلك حيث قال: تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل،
وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حاراً أو يكون قد قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وهذا أشد الصرع وكثيراً ما يقتلون المصروع،
وتارة يكون بطريق العبث كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل. انتهى.
هذه الأسباب لا يفترق بها المسلم عن الكافر، فالجني قد يتلبس بالكافر كما قد يتلبس بالمسلم. اذا فعلوا اي من تلك الثلاثة مثلا
فتلبس الجن بالإنسان -مسلماً كان أو كافراً- يرجع إلى البواعث التي تدفع الجن إلى فعل ذلك. وقد حصر شيخ الإسلام ابن تيمية الأسباب التي تجعل الجني يتلبس ويصرع الإنسي في ثلاثة، وذلك حيث قال: تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل، وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حاراً أو يكون قد قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وهذا أشد الصرع وكثيراً ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل. انتهى. ومعلوم أن هذه الأسباب لا يفترق بها المسلم عن الكافر، فالجني قد يتلبس بالكافر كما قد يتلبس بالمسلم.
طعام الجن
يأكلون من طعام البشر
ففي الحديث الذي رواه مسلم وغيره قال صلى الله عليه وسلم: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء.
وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.
في صحيح مسلم أن الجن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم.
اي انهم يأكلون من اللحوم التي يجعلها الله على العظم بعد انتهاء الإنس منها ولا مانع من أن يأكلوا من نبات الأرض في الصحراء
.هل للجن دواب يركبونها . وماهو طعام دواب الجن
بناء علي حديث مسلم الذي طلب فيه الجن الزاد من النبي علي الصلاة والسلام وبعد ان اخبرهم بطعامهم اخبرهم بطعام الدواب فقال كل بعرة علف لدوابكم.
وأما حاجتهم إلى الدواب فهي كحاجة الإنس إلى الدواب فهم يظعنون ويحلون كما في حديث الحاكم وصنف يحلون ويظعنون
خامسنا هل يتزوج الجن من البشر
هل الغول وسلعوة من الجن
زعم العرب ان الغول من الجن تتغول لها وتتلون فتضلها عن الطريق وقد تناقل الناس عنهم تلك الخرافات
كذلك العنقاء فيزعمون أنها طائر عظيم تخطف الأطفال في عهد سليمان فدعا عليها أحد الأنبياء فاختفت
قال ابن حزم رحمه الله تعالى في الإحكام: ومن ادعى الغول والعنقاء والنسناس وجميع الخرافات فإن كل ذلك لا يحل القول بشيء منه ولا الإقرار به.
يقول الشاعر
لما رأيت بني الزمان وما بهم **** خل وفي للشدائد اصطفي
فعلمت أن المستحيل ثلاثة *** ا لغول والعنقاء والخل الوفي
وهذه اسماء يضرب بها المثل في الشيء الذي لا وجود له
ففي مصنف ابن أبي شيبة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا غول ولا صفر.
وأما الخل الوفي، فهو الصديق الذي تتاخذه اخا خليلا وهو نادر الوجود
ففي الحديث تجدون الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة. متفق عليه. وفي رواية: لا تكاد تجد.
قال ابن حجر: وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون صاحبه ويلين جانبه
زواج الانس من الجن او هل يتزوج الجن من الانس
اولا زواج الجن من الانس
اولا امكانية حدوثه
الثابت أن الجن يعيشون معنا قي هذا العالم ويخالط الجن الانس في سكنه حيث يدخل الجان البيت ويخالط صاحبه اذا لم يتعوذ بالادعية والقران الكريم
و في الحديث السابق.وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.
ويأكلون من طعامهم ويشربون من شرابهم ويركبون دوابهم ويشاركونهم في الأموال والأولاد ويخالطونهم في الأسواق والتجمعات حتى في المساجد فيدخلون في فرج الصفوف.
قال تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا {الإسراء: 64}.
إمكان التزاوج بين الإنس والجن
وقد أثبته الجمهور مستدلين بقوله تعالى
قال تعالى : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان
وقوله تعالي (وشاركهم في الأموال والأولاد)
ويوضح هذه المشاركة ما ذكره ابن جرير في “تهذيب الآثار” أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إذا جامع الرجل امرأته ولم يسم انطوى الشيطان إلى إحليليه فيجامع معه.
وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: "بسم الله" أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل. وروي في بعض الأخبار: إن فيكم مغربين قيل: وما المغربون؟ قال: الذين يشارك فيهم الجن.
وروي أن رجلا قال لابن عباس: إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار؟ قال: ذلك من وطء الجن.
قال ابن قدامة في المغني: آداب الجماع: تستحب التسمية قبله، لقول الله تعالى: وقدموا لأنفسكم. قال عطاء: هي التسمية عند الجماع.
وروى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدكم حين يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فولد بينهما ولد، لم يضره الشيطان أبدا. متفق عليه.
المخنثين أولاد الجن
جاء كتاب تحريم الفواحش للطرطوشي من أئمة المالكية،
بوب باباً في هذا الكتاب فقال: باب من أي شيء يكون المخنث
ثم نقل بسنده إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
المخنثون هم أولاد الجن، قالوا: وكيف؟
فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (إن الله ورسوله نهيا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض، وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]
، فإذا باشر الرجل امرأته وهي حائض سبقه الشيطان فحملت، فجاءت بالمخنث*
فالمخنثون هم أولاد الجن، فيأتي بعد ذلك هذا المخنث الذي هو من نسل الشيطان فيتشبه بالنساء ولا يمتنع من فعل الفاحشة به؛ لأن والده في الأصل أساء إليه، ولم يبذر بذراً نافعاً في مكان طاهر، فبذر الجني قبله بذراً في مكان فيه ما فيه في ذلك الوقت.
حديث أبي هريرة: (كان أحد أبوي بلقيس جنياً)
قصة زواج احد ابوين الملكة بلقيس ملكة سبأ من الجن
يقول القرطبي في تفسيره قوله تعالي
*جئتُك من سبأ بنبإٍ يقين . إني وجدتُ امرأةً تملكهُمْ وأُوتيتْ مِنْ كلِّ شيءٍ ولها عَرْشٌ عَظيم) (سورة النمل : 22، 23) .
المرأة هي بلقيس بنت شراحيل
ثم قال : ويُروى أن أحد أبويها كان من الجن .
قال ابن العربي في أحكام القرآن، 3/1444.:
وهذا أمر تُنكره المُلحدة ويقولون : الجن لا يأكلون ولا يلدون، كذبوا، فذلك صحيح ونكاحهم جائز عقلاً، فإن صح نقلاً فبها ونعمت وإلا بقينا على أصل الجواز العقلي
قال القرطبي، كانت أم بلقيس من الجن يقال لها “بلعمة بنت سيصان” ، وذكر نسبها إلى سام بن نوح ، وأن أباها واسمه “السرح” تكبَّر على الملوك ، ولم يتزوج منهم فزوَّجوه امرأة من الجن يقال لها “ريحانة بنت السكن” ، فولدت له “بلقمة” وهي بلقيس
وذكر القطربي عن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ” كانأحد أبوي بلقيس جنيًا “، وهو حديث منكر ، ولما مات أبوها تملك رجل فاجر فتزوجته بلقيس وقتلته وهو سكران فنصَّبوها ملِكة عليهم ، وذكر كلامًا آخر يؤكد أن أباها تزوَّج جِنيَّة ولدتها
.
وقال الإمام المناوي في (فيض القدير242) في شرحه للحديث " أحد أبوي بلقيس كان جنيًّا " : "
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب العظمة وابن مردويه في التفسير وابن عساكر في ترجمتهما عن أبي هريرة .
وفيه سعيد بن بشير ، قال في الميزان عن ابن معين ضعيف وعن ابن مسهر لم يكن ببلدنا أحفظ منه ، وهو ضعيف منكر الحديث ،
ثم ساق من مناكيره هذا الخبر . وبشير بن نهيك أورده الذهبي في الضعفاء ، وقال أبو حاتم لا يُحتجّ به ، ووثقه النسائي "
والخلاصة
هذا حديث منكر :
أخرجه ابن جرير الطبري (19/189) ، وابن عدي في "الكامل" (3/372) ، والثعلبي في "الكشف والبيان" من طريق هشام بن عمار ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة مرفوعاً
وقال الألباني في "الضعيفة" (1818) : [ ضعيف ]
وقال العلامة الألوسي في "روح المعاني" (19/189) : [والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة هذا الخبر ]
وقال."هي أشبه شيء بالخرافات"، وقال: "إن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل يصفع عنه السائل لحماقته، فعلى تقدير التناكح فلا يكون بينهما توالد
و قال الماوردي قال : والقول بأن أم بلقيس جِنيَّة مُستنكَر من العقول لتباين الجنسين واختلاف الطبيعتين … ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف
، وقال القرطبي إن التزاوج لا يحيله العقل مع ما جاء في الخبر وأشار إلى أدلة ذلك
وذكرمنها حديث الامام مسلم في أنهم يأكلون عندما قدم وفد من الجن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : “لكم كلُّ عظمٍ ذُكرَ اسم الله عليه يقع أيديكم أوفر ما يكون لحمًا” ، كما جاء في البخاري أن العظم من طعام الجن.
كما قال القرطبي إن نكاحهم مذكور عند تفسير قوله تعالى في سورة الإسراء: (وشارِكْهُمْ في الأموالِ والأولادِ) .
وذكر كثيرا من الادلة التي ذكرنها هنا
ويقول المحدث الشبلي الحنفي المتوفى سنة 769هـ في كتابه *آكام المرجان* كما تحدث عن ذلك الدميري في كتابه ” حياة الحيوان الكبرى”.
إن المنكرين لإمكان المناكحة اعترضوا بأن الجن خلقوا من نار، والإنس من العناصر الأربعة، وهذا يمنع وجود النطفة الإنسانية في رحم الجنية ـ
و يرد عليهم بأن الجن وإن كانوا خلقوا من نار إلا أنهم لم يبقوا على عنصريتهم النارية، بل استحالوا عنها بالآكل والشرب والتوالد، كما استحال بنو آدم من عنصرهم الترابي بذلك
ويقول أيضًا: إن الذي خلق من نار هو أبو الجن، كما خلق آدم أبو الإنس من تراب وأما ذرية كل منهما فليست مخلوقة مما خلق منه أبوهما،وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه. وفي رواية قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: “فما زلت أخنقه حتى برد لعابه” فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري.
ويقول لو سلمنا عدم إمكان العلوق ـ أي وجود نطفة الإنس في رحم الجنية ـ فلا يلزم منه عدم إمكان الوطء في نفس الأمر،
كذلك لا يلزم من عدم إمكان العلوق عدم جواز النكاح شرعًا، لأن الصغيرة والآيسة والعقيم اللاتي لا يمكن العلوق معهن يجوز نكاحهن شرعًا.
هذه هي أدلته النظرية، ويورد أدلة واقعية فينقل أخبارًا عمن يثق بهم، أن هذه المناكحات حدثت بالفعل.
مشروعية النكاح (الزواج) بين الجنسين فيذكر الشبلي عنها أن للعلماء في ذلك رأيين
الأول: المنع، ونص عليه جماعة من أئمة الحنابلة، وينقل عن الفتاوى السراجية النهى عنه، واستدلوا بقوله تعالى: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجًا) (سورة النحل: 72) وقوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) (سورة الروم :21)
موجهين استدلالهم باختلاف الجنسين، وتفسير المودة بالجماع، والرحمة بالولد، كما يستدلون بما روى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عنه.
الثاني الجواز، ونقل عن الحسن البصري وقتادة وغيرهما. وشهد الأعمش نكاحًا للجن بجهة “كوفى”
كما ذكره أبو بكر الخرائطي
وحجة هؤلاء في عم المنع أن الأصل في التكليف أنه يعم الفريقين الإنس والجن، وليس هناك ما يخصص هذا التعميم بالنسبة للمناكحة بينهما
كما قالوا: إن في أدلة المانعين نظرًا، لأن الآيتين المذكورتين لا تنصان على التحريم. فاختلاف الجنس لا نص على منعه من النكاح، والمودة والرحمة لا يتعين تفسيرهما بالجماع والولد. وحديث النهي عنه مردود بأنه مرسل ومن طريق ابن ليهعة، وهو مطعون فيه، وإن صح فيجوز حملة على الكراهة لا التحريم
وأصحاب الرأي القائل بالجواز يكرهون هذا النكاح، لأنه لا يحدث به تمام المودة والرحمة، لاختلاف الجنس، ولعدم الاطمئنان على حل المشكلات التي تحدث بين الزوجين
وقد اورد الامام مالك وجهة نظر في كراهة ذلك
اورده أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي في كتاب “الإبهام والوسوسة” في باب نكاح الجن.
قد قيل له: إن ها هنا رجلاً من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال،
فقال: الامام مالك ما أرى بذلك بأسًا في الدين، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها: من زوجك؟ قالت: من الجن،
فيكثر الفساد في الإسلام بذلك، (اي يكثر الزنا وينسب ذلك زورا الي الجن )
وهذا في تزوج الجني من الإنسية، أما العكس فظاهر كلامه عدم الكراهة
هل القران يحرق الجن
ذكر الله كافي بان يطرد .. الشيطان منا المكان الذي فيه الذكر ..فهما لحديث النبي صلى الله عليه وسلم
( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان ) .. الأذان وهو ذكر لله يطرد الشيطان .
فهناك من يقول أن الشيطان يحترق بالقران
لو كان القران يحرق الشيطان او الجان فلماذا جاءوا يستمعون القران حينما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم
ولماذا نعرض عليهم الدخول في الاسلام والاسلام كله قرأن يتلي فكيف يتلون ما يحرقهم ؟لا يستقيم
وهناك من يقول : أن الشيطان لا يحترق بالقران ولكنه يهرب منا يهرب من سماع الاذان \
وهذا ما اميل اليه والله اعلم
ما الذي يحدث فعلا عند قراءة القران على الانسان المصاب
افترض إنسان يسعى للإفساد فى الارض
ووقف امام القاضي .. فقال له القاضي : إذا أفسدت فى الأرض سيقام عليك حد الله .. طبقا لقوله تعالى ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
ليفهم العقوبة التي سيتحملها اذا ارتكب جريمة الافساد وخالف حدود الله
ثم جاء هذا الانسان وارتكب فسادا في الارض وخالف حدود الله
الان القاضي سيطبق عليه العقوبه التي نبه عليها المرة السابقة وهي اقامة الحد عليه
فيحكم عليه بالقتل مثلا كعقوبة لذلك
السؤال الان في المرة الاولي حينما قرأ القاضي الاية هل القرأن قتله .
ام أن تنفيذ حكم الآية هو من قتل الانسان فحكم الاية هو القتل والقاضي ينفذ الحكم فالاية لم تقتله بل حكم الاية الكريمة
كذلك الحال بالنسبة للجن
نفس المثال نطبقه علي الجان
إذا تلوت قول الله تعالي ( مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ ) .. فأنت تطلب من الله أن يمدك بحكم هذه الاية . وهي ابطال السحر للمسحور
ولو قرأت مثلا قوله تعالى ( فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً.)
فأنت تطلب من الله سبحانه وتعالي أن يمدك بحكم هذه الاية بالأخذ والقتل .. لأنه معتدي .. مثلما اعتدي اتباع الشيطان علي المسلمين .. وهو ذاته الشيطان المعتدي هنا .. وقد أمرنا بالإستعاذة والإستغاثة والإعتصام به سبحانه ولذلك نتوسل إليه بكلامه ..
وكيفية الإستجابة
.. فتكون بأمر الله لملائكته الكرام بفعل امور نجهلها فنحن ليس لنا تدخل او سلطة فقط نحن ندعي ونتوسل بكلام الله
لتنفيذ حكم الاية الكريمة
.. واعلم يرحمك الله ان الاية ليست بذاتها هي التي قتلت الجن المعتدي .. ولكن طلبك من الله ان ينفذ فيه الحكم القراني
.. هو الذي قد يستجيبه لك الله فيه من قتل أو إحرق أوطرد لهذا الجن المعتدي
واعلم أن الله :
قد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له (لفساد قلبك وسوء عملك) ..
وقد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له لأنك اعتديت في الدعاء بما لا يحق لك طلبه ..
وقد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له لأن هذا المس جاء تسليطه عقابا لذنوب هذا الانسان المصاب .. فيجب على هذا المصاب رد الحقوق والاستغفار والإلتزام مع الله .. أولا ..
وقد لا يستجيب لك في توسلك بالقرآن له لأن وقت الإبتلاء لازال لم يأذن الله برفعه ..
و لا يوجد شيء اسمه آيات حرق وعذاب الجن
فقط نحن نتوسل إلى الله سبحانه وتعالي أن ينزل بأسه على كل شيطان معتدي. كل شيطان مريد
واعلم أن كل الرُّقى المسموعة .. هي رُقى للطرد الروحاني .. لأن الإنسان لا يتوسل بنفسه إلى الله .
فتصبح الرقية المسموعة وسيلة زجر وانذار شديد لهذا العالم مما يؤدي لطرد وإبعاده عن مس الجسم .
والتوسل الي الله سبحانه وتعالي هو سر اعمال حكم الاية التي تقرئها
فهناك تلاوة للاية وهناك حكم تنفيذي للآيه جاء نتيجة الدعاء والتوسل بآيات القرآن إلى الله بقدر صلاح حال الانسان مع الله سبحانه
هل الجن مكلف بما يكلف به الانسان من عبادات و يحجون مع المسلمين
من موقع اسلام ويب هذا ملخصه
الجن مكلفون بالإيمان وبالشرائع ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إليهـم كما بعث إلى الإنس ، وأن الجن فيهم المؤمن والكافر ، والصالح والطالح ، وأن مصير المؤمنين منهم الجنة، وأن مثوى الكافرين النار .
قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .[ الأنبياء: 107].
وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ) . [الذاريات: 56].
وقال تعالى : ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا ). [ الأنعام : 130].
قال تعالى : ( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلمّا قضي ولَّوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنّا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ). [ الأحقاف : 29 - 31] .
والدليل على أن فيهم المسلم والكافر ، والصالح والطالح هو قوله تعالى : ( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ). [ الجن : 11] .
وقوله تعالى : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً ) . [ الجن : 14 - 15] .
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان) . [ الرحمن: 31].
[ هذه السورة و " الأحقاف" و " قل أوحي" دليل على أن الجن مخاطبون مكلفون مأمورون منهيون مثابون معاقبون كالإنس سواء ، مؤمنهم كمؤمنهم ، وكافرهم ككافرهم ، لا فرق بيننا وبينهم في شيء من ذلك ] انتهى .
لكن من أهل العلم من قال: ليس للجن ثواب في الآخرة إلاّ أنهم يجارون من عذاب النار ثم يقال لهم : كونوا تراباً مثل البهائم ، وقد عزا القرطبي هذا القول لأبي حنيفة رحمه الله ، ثم قال القرطبي : وقال آخرون : إنهم كما يعاقبون في الإساءة يجازون في الإحسان مثل الإنس ، وإليه ذهب مالك والشافعي وابن أبي ليلى ، وقد قال الضحاك : الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون ، قال القشيري : والصحيح أن هذا مما لم يقطع فيه بشيء والعلم عند الله . انتهى كلام القرطبي وهو في تفسير سورة الأحقاف .
وقد استنبط القرطبي رحمه الله في مواضع من تفسيره أنهم يدخلون الجنة كالإنس ومن ذلك قوله تعالى عن الحور العين في الجنة : (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جانّ) . [الرحمن: 56].
وقوله تعالى: ( وأنا لمّا سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً).
[الجن: 13] .
قال ابن عباس : لا يخاف أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته .
وقد احتج البخاري بهذه الآية وترجم في صحيحه فقال : باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم ، وذلك في كتاب "بدء الخلق" .
وذكر الحافظ في الفتح ما رواه ابن أبي حاتم من طريق أبي يوسف قال: قال ابن أبي ليلى في هذا : لهم ثواب ، قال : فوجدنا مصداق ذلك في كتاب الله تعالى: (ولكل درجات مما عملوا) .
قال الحافظ : وإلى هذا أشار المصنف ( البخاري) … واستدلّ بهذه الآية أيضاً ابن عبد الحكم ، واستدل ابن وهب في مثل ذلك بقوله تعالى: ( أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس) الآية . فإن الآية بعدها أيضاً : ( ولكل درجات مما عملوا) ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب بقوله تعالى: ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ثم قال ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) والخطاب للإنس والجن ، فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين-، والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه - ثبت المطلوب والله أعلم. انتهى كلام الحافظ .
وقد ساق الإمام ابن القيم الحجج المذكورة كلها وزاد عليها في مبحث قيم ضمن كتابه : "طريق الهجرتين" عند الحديث عن الطبقة الثامنة عشرة من طبقات المكلفين : طبقة الجن .
وينبني على ما سبق أنهم مكلفون بالحج وغيره من العبادات ويحجون مع المسلمين في نفس الوقت فليس للحج إلا وقت واحد معلوم .
قال بعض أهل العلم : إن الجن ربما خالفوا الإنس في بعض التكاليف ، لاختلاف طبيعتهم عن طبيعة الإنس .
قال الإمام الزركشي في البحر المحيط في أصول الفقه (1/384)
وقد وقع نزاع بين المتأخرين في أن الجن مكلفون بفروع الدين ، فقال بعض محققيهم : إنهم مكلفون بها في الجملة لكن لا على حد تكليف الإنس بها لأنهم يخالفون الإنس بالحد والحقيقة ، فبالضرورة يخالفونهم في بعض التكاليف .
مثاله أن الجن قد أعطى بعضهم قوة الطيران في الهواء فهو مخاطب بقصد البيت الحرام للحج طائراً ، والإنسان لعدم تلك القوة لا يخاطب بذلك ، هذا في طرف زيادة تكليفهم على تكليف الإنس ، فكل تكليف يتعلق بخصوص طبيعية الإنس ينتفي في حق الجن ، لعدم تلك الخصوصية فيهم .
والدليل على تكليف الجن بالفروع الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالقرآن إلى الإنس والجن ، وجميع أوامره ونواهيه يتوجه إلى الجنسين ، وقد تضمن ذلك أن كفار الإنس مخاطبون بها ، وكذلك كفار الجن ) انتهى كلام الزركشي
.
هل الجن يموتون
هل الجن يقتل
جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما : “أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون
” رواه البخاري ومسلم
ومنهم من يموت بالشهب الثاقبة،او بالقتل وبالمرض او الموت غرقاً
فبعضهم يغوص في الأعماق كما في قصة سليمان -عليه السلام-،
وبعضهم يطير في الآفاق التي ينعدم فيها الهواء، كما في قصة استراق السمع،
وبعضهم قد يسلم منآثار الاصطدام بالأشياء الصلبة للطافة أجسامهم،
وإذا حصل منهم التشكل في أجسام إنسانية أو حيوانية فإنهم يصبحون أسرى هذا التشكل
لذلك الجن يخاف ان يبقي فترة طويلة داخل جسم حيوان او ان يتشكل بكلب او حية مثلا لانك اذا قتلت الشكل قتلت الجان معه لانه اصبح اسير له
ودليل ذلك القصة التي رواها الامام مسلم من طريق مَالِك بْن أَنَسٍ عَنْ صَيْفِيٍّ عن هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ
انه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته، قال فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية، فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس. فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم. قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس - قال - فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « خذ عليك سلاحك؛ فإني أخشى عليك قريظة». فأخذ الرجل سلاحه، ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأهوى إليها الرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذى أخرجني. فدخل فإذا بحية عظيمة، منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فركزه في الدار، فاضطربت عليه. فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى؟ قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله يحييه لنا. فقال: «استغفروا لصاحبكم». ثم قال: «إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا فاذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه؛ فإنما هو شيطان ».
وكما في قصة حديث أبي بن كعب رواه ابن حبان في صحيحه والنسائي في السنن الكبرى
ولفظه: أنه كان لهم جرن فيه تمر وكان أبي يتعاهده فوجده ينقص فحرسه فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم، قال: فسلمت فرد السلام، فقلت: من أنت أجن أم إنس، قال: جن، قال: فناولني يدك، فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب، قال: هكذا خلق الجن، قال: لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني، قال له أبي: ما حملك على ما صنعت، قال: بلغنا أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال أبي: فما الذي يجيرنا منكم، قال: هذه الآية.. آية الكرسي، ثم غدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: صدق الخبيث. وقال الألباني صحيح.
وحديث أبي أيوب الأنصاري فقد رواه الحاكم وابن أبي شيبة والترمذي
بلفظ: أنه كانت له سهوة فيها تمر فكانت تجئ الغول فتأخذ منه، قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فاذهب فإذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك، قال: حلفت أن لا تعود، فقال: كذبت وهي معاودة للكذب، قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك، قال: حلفت أن لا تعود، فقال: كذبت وهي معاودة للكذب فأخذها، فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني ذاكرة لك شيئاً آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره، قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك، قال: فأخبره بما قالت، قال: صدقت وهي كذوب. قال هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن أبي بن كعب. قال الترمذي: حسن غريب، وقال الشيخ الألباني: صحيح.
هل نقتل الافاعي اذا شككنا انها جن
المصدر اسلام ويب
ثبت في الحيات عدة أحاديث؛ منها الأمر بقتلها مطلقًا؛ كما في الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر يقول: اقتلوا الحيات.. الحديث.
ومنها ما يأمر بإنذارها والتحريج عليها ثلاث مرات، وفي بعض الأحاديث ثلاثة أيام
في الصحيحين: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الحيات في البيوت حتى تنذر ثلاث مرات.
وفي الحديث أيضًا: إن لهذه البيوت عوامر؛ فإذا رأيتم شيئًا منها فحرجوا عليها ثلاثًا, فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر. رواه مسلم.
وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن بالمدينة جنًّا قد أسلموا؛ فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان".
وقد اختلف أهل العلم في المراد بتكرار الإنذار ثلاثًا
فقد جاء فتح الباري لابن حجر (6/ 349)وعند مسلم
من حديث أبي سعيد مرفوعًا: إن لهذه البيوت عوامر؛ فإذا رأيتم منها شيئًا فحرجوا عليه ثلاثًا، فإن ذهب وإلا فاقتلوه. واختلف في المراد بالثلاث؛ فقيل: ثلاث مرات. وقيل: ثلاثة أيام.
ثبت في الصحيح: {أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مع أصحابه في غار, وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا} وإن فاه لرطب بها, حتى خرجت حية من غار, فبادرناها, فدخلت جحرًا, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وقيت شركم, ووقيتم شرها،
ولم يأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بإنذار ولا تحريج}؛
لأنها لم تكن من عوامر البيوت.
وأمر في الصحيح وغيره بقتل الحيات مطلقًا من غير إنذار ولا تحريج,
فدل على أن ذلك من الإنذار إنما هو لمن في الحضر, لا لمن يكون في القفر,
وقد ذهب قوم إلى أن ذلك مخصوص بالمدينة, لقوله في الصحيح: إن بالمدينة جنًّا أسلموا. وهذا لفظ مختص بها, فتختص بحكمها.
قلنا: هذا يدل على أن غيرها من البيوت مثلها; لأنه لم يعلل بحرمة المدينة, فيكون ذلك الحكم مخصوصًا بها, وإنما علل بالإسلام, وذلك عام في غيرها, ألا ترى قوله في الحديث مخبرًا عن الجن الذين لقي; فروي أنهم كانوا من جن الجزيرة, وهذا بين يعضده قوله: ونهى عن عوامر البيوت, وهذا عام.
هل يكون ثلاثة أقوال في ثلاثة أحوال، أم يكون ثلاثة أقوال في حالة واحدة؟ والقول محتمل لذلك ولا يمكن حمله على العموم؛
والصحيح أنه ثلاث مرات في حالة واحدة; لأنا لو جعلناها ثلاث مرات في ثلاث حالات لكان ذلك استدراجًا لهن وتعريضًا لمضرتهن, ولكن إذا ظهرت تنذر كما تقدم, فإن فرت وإلا أعيد لها الإنذار, فإن فرت وغابت وإلا قتلت.
من لم يفهم أو من لم يسلم: كيف ينذر بالقول ويحرج بالعهد على البهائم والحشرات, وهي لا تعقل الأقوال, ولا تفهم المقاصد
والأغراض
: الحيات على قسمين؛ قسم حية على أصلها, فبيننا وبينها العداوة الأصلية في معاضدة إبليس على آدم, وإلى هذا وقعت الإشارة بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما سالمناهن منذ حاربناهن. فهذا القسم يقتل ابتداء من غير إنذار ولا إمهال وعلامته البتر والطفى؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم: {اقتلوا الأبتر وذا الطفيتين}; فإن كانت على غير هذه الهيئة احتمل أن تكون حية أصلية, واحتمل أن تكون جنيًّا تصور بصورتها, فلا يصح الإقدام بالقتل على المحتمل, لئلا يصادف منهيًا عنه حسبما يروى للعروس بالمدينة حين قتل الحية, فلم يعلم أيهما كان أسرع موتًا هو أم الحية. ويكشف هذا الخفاء الإنذار, فإن أصر كان علامة على أنه ليس بمؤمن, أو أنه من جملة الحيات الأصليات؛ إذ لم يؤذن للجن في التصور على البتر والطفى, ولو تصورت في هذا كتصورها في غيره لما كان لتخصيص النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإطلاق بالقتل في ذين، والإنذار في سواهما معنى
انتهي من موقع اسلام ويب
اية الكرسي تكفيك من الجن
حديث زيد بن ثابت الذي اورده السيوطي في الدر المنثور، فقال: أخرج ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وأبو الشيخ في العظمة عن ابن إسحاق قال: خرج زيد بن ثابت ليلا إلى حائط له، فسمع فيه جلبة فقال: ما هذا؟ قال: رجل من الجان أصابتنا السنة، فأردت أن أصيب من ثمارهم فطيبوه لنا، قال: نعم، ثم قال زيد بن ثابت: ألا تخبرنا بالذي يعيذنا منكم؟ قال: آية الكرسي.
وأما عن الجن وهل من الممكن أن يعينوا أولياءهم على السرقة فحديث أبي هريرة في الصحيحين صريح في أن الجن يسرقون، ولذا قال الحافظ في الفتح عند ذكره لفوائد الحديث: وإنهم يسرقون ويخدعون.(الغير مغلق)
والذي ثبت في السنة أنهم لا يفتحون باباً ولا يحلون وكاء ولا يكشفون إناء، فقد جاء في الموطأ والصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ~أغلقوا الأبواب، وأوكوا السقاء، واكفئوا الإناء، وأطفئوا المصباح، فإن الشيطان لا يفتح غلقاً، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء. وفي رواية: واذكروا اسم الله.
لذلك نعود الي نقطة احراق الجن بالقرأن فقد يوهمك الجن بانه يحترق او انه ضعيف وهو يسخر منك فهم يسرقون ويخدعون وتذكر الفرق بين الاية وانزال حكم الاية كما تحدثنا
لا تنسي اعطينا تعليقك
0 تعليقات
اضف تعليق يدعم الموضوع