مرحبا بكم في مدونة فَذَكِّرْ المدونة ملتقي للرد العلمي بكل إحترام للأشخاص وتوجاهتهم ودون تميز

كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

استنساخ البشر هل هو ممكن علميا- الرد علي الاستنساخ



الاستنساخ مفهوم يثير الكثير من الجدل وسوء الفهم، خاصة فيما يتعلق بالخلايا البشرية.

الكثيرون يخلطون بين الاستنساخ البشري وبين فكرة "نسخ" شخص بالغ تمامًا كما تُنسخ ورقة في آلة التصوير. وهذا غير صحيح على الإطلاق.

الاستنساخ الحقيقي، كما نعرفه علميًا، أقرب إلى فكرة التوأم المتطابق الذي يولد بشكل طبيعي.

الاستنساخ لا يعني إطلاقًا أخذ شخص بالغ عمره 70 عامًا، واستنساخه ليظهر شخص آخر بنفس العمر في نفس اللحظة. هذا مستحيل علميًا.

لماذا هذا مستحيل؟

  • الاستنساخ يعتمد على الحمض النووي: يتم أخذ الحمض النووي من خلية شخص ما، ووضعه في بويضة تم إفراغها من حمضها النووي.
  • الخلايا تتطور: الخلايا تتطور وتتغير مع مرور الوقت، وتتأثر بعوامل كثيرة مثل البيئة والتجارب الحياتية.
  • الاستنساخ يبدأ من البويضة: الاستنساخ يبدأ من خلية واحدة (البويضة المخصبة)، والتي تنمو لتكوّن جنينًا، ثم شخصًا جديدًا.

صعوبات وتحديات الاستنساخ

الاستنساخ ليس عملية سهلة، وحتى الآن، لم يتم استنساخ بشر بنجاح.

يقول هانك غريلي، الباحث القانوني في علم الأحياء بجامعة ستانفورد: "أعتقد أن لا أحد يدرك مدى صعوبة الاستنساخ في بعض الأنواع، وإن كان سهلاً نسبيًا في بعض الأنواع الأخرى مثل القطط: سهل، الكلاب: صعب، الفئران: سهل، الجرذان: صعب، أما البشر والرئيسيات الأخرى: صعب جدًا."

ويضيف هاريس ليوين، أستاذ في جامعة كاليفورنيا: "النتائج الفاشلة والمتكررة لتقنيات الاستنساخ، تعزز من الحاجة إلى فرض حظر صارم على استنساخ البشر لأي غرض من الأغراض."

محاولات فاشلة

في عام 2001، أعلن فريق من العلماء بقيادة بانايوتيس زافوس وسيفيرينو أنتينوري عن خطط لاستنساخ إنسان في غضون عامين، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.


في عام 2004، أعلن العالم الكوري الجنوبي هوانج وو-سوك وفريقه البحثي عن استنساخ 11 جنينًا بشريًا بهدف استخلاص الخلايا الجذعية. لكن، وبعد مراجعة دقيقة لأعماله، تبين أن النتائج التي توصل إليها كانت مضللة وخاطئة.

حتى عام 2025، لم يتم تأكيد نجاح أي عملية استنساخ بشري.

عند الحديث عن الاستنساخ بمعنى إنشاء نسخة طبق الأصل من كائن حي، فإننا نشير إلى الاستنساخ لأغراض التكاثر.

طريقة الاستنساخ المحتملة

من المرجح أن يعتمد العلماء على نقل نواة الخلية الجسدية (SCNT)، وهي نفس التقنية التي استخدمت في استنساخ النعجة دوللي.

خطوات نقل نواة الخلية الجسدية

  1. إزالة نواة البويضة: يتم أخذ بويضة من متبرعة، وإزالة نواتها التي تحتوي على الحمض النووي، لتصبح البويضة جاهزة.
  2. دمج الحمض النووي: يتم أخذ الحمض النووي من خلية الشخص المراد استنساخه، ودمجه مع البويضة المفرغة من النواة باستخدام الكهرباء.
  3. تكوين الجنين: ينتج عن ذلك جنين يحمل الحمض النووي للشخص المستنسخ.
  4. الزراعة: يتم زرع الجنين في رحم أم بديلة عن طريق الإخصاب في المختبر.
  5. الولادة: إذا تمت العملية بنجاح، ستلد الأم طفلًا مستنسخًا في نهاية فترة الحمل الطبيعية.


/////////////////////////////////////////////////////////////////////

تحديات وصعوبات الاستنساخ

  • معدل النجاح منخفض جدًا: يعتبر معدل نجاح هذه العملية ضئيلًا للغاية، حيث كانت النعجة دوللي نتاج 277 محاولة فاشلة.
  • الاستنساخ ليس خلقًا جديدًا: الاستنساخ ليس خلقًا من العدم، بل هو تعديل على الصفات والجينات الوراثية.

الاستنساخ: تعديل وليس خلق من العدم

الاستنساخ هو الحصول على صورة طبق الأصل من النسخة الأصلية، عن طريق:

  1. زرع خلية عادية في بويضة مفرغة من الكروموسوم: أي من الإرث الجيني.
  2. تحفيز الخلية على التكاثر: عن طريق الانقسام الخلوي المعتاد.
  3. ملء الخلية بخلية أخرى: من كائن مكتمل النمو، تحمل صفاته الوراثية.
  4. زرعها في رحم أنثى بالغة: لتأتي النتيجة جنينًا أو مولودًا مستنسخًا من صاحب الخلية المزروعة.



نواع الاستنساخ واستعمالاته

1. الاستنساخ الجيني:

  • يهدف إلى إنتاج كميات كبيرة من المادة الجينية المرغوبة.

2. الاستنساخ الإنجابي:

  • يستخدم لإنتاج حيوانات ذات صفات مرغوبة، مثل الأبقار الحلوب أو الحيوانات ذات نسبة لحوم عالية.
  • يُستخدم أيضًا لإنتاج حيوانات متطابقة لإجراء اختبارات الأدوية عليها، مما يُساعد في الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.
  • يُمكن أن يُساهم في الحفاظ على الفصائل الحيوانية المهددة بالانقراض.

كيف يتم الاستنساخ الإنجابي؟

  1. أخذ المادة الوراثية: تُؤخذ المادة الوراثية من نواة خلية جسم الحيوان المراد استنساخه (مثل خلية جلد).
  2. تفريغ البويضة: تُؤخذ بويضة من أنثى، وتُفرغ من نواتها التي تحتوي على المادة الوراثية.
  3. دمج المادة الوراثية: تُدخل المادة الوراثية من الخلية البالغة إلى البويضة الفارغة، وذلك بحقنها أو باستخدام تيار كهربائي لدمج الخليتين معًا.
  4. زراعة البويضة: تُزرع البويضة المُعدلة في المختبر.
  5. نقل البويضة: تُنقل البويضة إلى رحم أنثى بديلة لتحمل بها وتلدها.
  6. المولود المستنسخ: يحمل المولود نفس المادة الوراثية للخلية الأصلية التي تم استنساخها منها.

ملاحظات حول الاستنساخ الإنجابي:

  • معدل النجاح منخفض: غالبًا ما يتطلب الاستنساخ الإنجابي العديد من المحاولات الفاشلة قبل النجاح.
  • مشاكل صحية: الحيوانات المستنسخة قد تعاني من مشاكل صحية، مثل مشاكل في القلب والكبد والدماغ، بالإضافة إلى ضعف في جهاز المناعة.
  • قصر العمر: قد تعيش الحيوانات المستنسخة لفترة أقصر من الحيوانات الطبيعية.

مثال: النعجة دوللي

  • كانت النعجة دوللي أول حيوان ثديي يتم استنساخه بنجاح.
  • عاشت ست سنوات فقط، وهو نصف متوسط عمر النعاج.
  • ماتت بسبب مرض في الرئة.
  • تم عرضها محنطة في متحف اسكتلندا في إدنبره.

3. الاستنساخ العلاجي:

  • يشبه الاستنساخ الإنجابي في الخطوات، لكن الهدف النهائي مختلف.
  • يستخدم البويضة كمصدر لإنتاج الخلايا الجذعية، وهي خلايا لديها القدرة على التكاثر والتحول إلى أي نوع من الخلايا في الجسم.
  • يأمل العلماء أن يُساهم الاستنساخ العلاجي في علاج العديد من الأمراض.
////////////////////////////////////////////

استنساخ البشر: بين العلم والخيال

كما نعلم، الاستنساخ ليس خلقًا من العدم، بل هو تعديل في الصفات الوراثية. ورغم أن هذا قد يبدو واعدًا في تحسين أنواع النباتات والحيوانات، إلا أنه يحمل مخاطر جمة، وغالبًا ما لا ينجح. فماذا عن الإنسان؟ هل يمكن استنساخ إنسان - نسخة منك وليست أصلك - عن طريق تعديل الجنين أو الحقن؟

الاستنساخ ليس خلقًا من العدم

الاستنساخ لا يخلق من العدم كما يفعل الله سبحانه وتعالى. فالإنسان لا يستطيع أن يخلق ذبابة واحدة من العدم. الاستنساخ يحتاج إلى عناصر ومركبات طبيعية، بل والإنسان نفسه، وهي جميعها من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

"الجزيء الذاتي الاستنساخ": فكرة خاطئة

لا يوجد شيء اسمه "جزيء أولي ذاتي الاستنساخ". وحتى لو تكونت هذه الجزيئات بروتينات، فإن البروتينات نفسها لا تملك خاصية التوالد الذاتي. لكي يصبح الجزيء ذاتي التوالد، يجب أن تتوفر له مكونات خلوية معقدة، مثل:

  1. بروتينات أخرى
  2. حمض نووي DNA
  3. ريبوسومات
  4. شبكة سيتوبلازمية داخلية
  5. سيتوبلازم
  6. ميتوكندريا
  7. غشاء الخلية

باختصار، الخلية مجهزة تجهيزًا كاملًا. وفكرة "الجزيء الذاتي الاستنساخ" هي فكرة خاطئة تمامًا. من المستحيل لجزيء داخل الخلية أن يأخذ طاقة من خارج الخلية ليتكاثر. أصغر شيء حي هو الخلية، وفقط الخلية وما بداخلها يستطيع التكاثر ذاتيًا.

الخلاصة

الاستنساخ ينشأ نتيجة إضافة معلومات وراثية موجودة بالفعل إلى آلية التكاثر في كائن حي موجود فعليًا. وبالتالي، لا تُخلق خلال العملية أي آلية أو معلومة وراثية جديدة. إذ تُؤخذ المعلومات الوراثية من شخص موجود فعليًا وتوضع داخل رحم أنثى. ويمكّن ذلك الطفل المولود في النهاية من أن يكون "توأما مطابقا" للشخص الذي أُخذت منه المعلومات الوراثية.

إرسال تعليق

0 تعليقات

مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية