مرحبا بكم في مدونة فَذَكِّرْ المدونة ملتقي للرد العلمي بكل إحترام للأشخاص وتوجاهتهم ودون تميز

كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

من هو ذي القرنين وهل ذو القرنين يمني أم هو الأسكندر


﴿﷽﴾
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا﴾
[ سورة الكهف: 83]

ورد في القرآن الكريم ذكرٌ لذي القرنين في سورة الكهف، وقد اختلفت الآراء حول من هو ذو القرنين، وما هي قصته.

لم يرد في الكتاب والسنة بيان بأصل ذي القرنين، أو نسبه، أو تاريخه، أو ممن هو، ولو كانت في ذلك فائدة لنا لأخبرنا الله تعالى بها في محكم كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.



لكن لا تخلو كتب السير والتواريخ من ذكر لبعض أخبار ذي القرنين، جاء في سبل الهدى والرشاد للصالحي:

اختلف في اسمه: فقيل: اسمه الصّعب. وبه جزم كعب الأحبار، ونقله ابن هشام في التيجان عن ابن عباس. وقال الشيخ تقي الدين المقريزي في الخطط: إنه التحقيق عند علماء الأخبار. وقيل: المنذر، وقيل غير ذلك.

ولقّب بذي القرنين قيل: لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها، وقرن الشمس من مطلعها. رواه الزبير بن بكار، عن الزّهري. وقيل: لأنه ملكهما. وقيل: لأنه رأى في منامه أنه أخذ بقرني الشمس، وقيل: لأنه كان له قرنان حقيقة. وهذا أنكره الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى-. وقيل: لأنه كان له ضفيرتان تواريهما ثيابه. وقيل: كانت الغديرتان طويلتين من شعره؛ حتى كان يطأ عليهما. وقيل: لأنه دخل النور والظّلمة. وقيل: لأنه عمّر حتى فني في زمانه قرنان من الناس. وقيل غير ذلك.

واختلف في نبوته: فقيل: كان نبيًّا. وبه جزم جماعة. وهو مرويّ عن عبد الله بن عمرو بن العاصي. قال الحافظ: وعليه ظاهر القرآن، وروى الحاكم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أدري ذو القرنين كان نبيًّا أو لا.

وذكر وهب في المبتدأ: إنه كان عبدًا صالحًا، وإن الله تعالى بعثه إلى أربعة أمم: اثنتين منها طول الأرض، واثنتين منها عرض الأرض، فذكر قصة طويلة، ذكرها الثعلبي في تفسيره. وروى الزبير بن بكّار، وسفيان بن عيينة في جامعه، والضياء المقدسي في صحيحه، كلاهما من طريق آخر بسند صحيح -كما قال الحافظ- عن أبي الطفيل، أن ابن الكوّاء قال لعلي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-: أخبرني عن ذي القرنين نبيًّا كان أم ملكًا؟ قال: لم يكن نبيًّا ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا أحبّ الله فأحبّه، ونصح لله فنصحه، بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه ضربة مات فيها، ثم بعثه الله إليهم فضربوه، ثم بعثه، فسمّي ذا القرنين. قال الحافظ: وفيه إشكال؛ لأن قوله: لم يكن نبيًّا مغاير لقوله: بعثه الله إلى قومه، إلا أن يحمل البعث على غير رسالة النبوّة.

والأكثر: أنه كان من الملوك الصالحين. وذكره البخاري قبل ترجمة إبراهيم صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: وفي ذلك إشارة إلى توهين قول من زعم أنه الإسكندر اليوناني؛ لأن الإسكندر كان قريبًا من زمن عيسى، وبين زمن إبراهيم وعيسى أكثر من ألفي سنة. وشبهة من قال: إن ذا القرنين هو الإسكندر: ما رواه ابن جرير -بإسناد فيه ابن لهيعة- أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين، فقال: كان من الروم، فأعطي ملكًا, فسار إلى مصر، وبنى الإسكندرية. إلى آخره. وهذا لو صحّ؛ لدفع النزاع، ولكنه ضعيف. هذا خلاصة كلام الحافظ في الفتح.

يراجع 

كمجاء في الأثر "لَمْ يَمْلِكِ الأَرْضَ كُلَّهَا إِلَّا أَرْبَعَةٌ؛ مُؤْمِنَانِ، وَكَافِرَانِ. فَالْمُؤْمِنَانِ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَذُو الْقَرْنَيْنِ. وَالْكَافِرَانِ: نُمْرُوذُ بْنُ كُوشَ، وَبُخْتَنَصَّرُ"؟

الأثر المذكور ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما من كلام مجاهد بن جبر

قوال العلماء في صحة الأثر:

  • ابن أبي شيبة: رواه في مصنفه عن مجاهد.
  • الطبري: ذكره في تفسيره المشهور "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" من قول مجاهد.
  • الحاكم: ذكره في المستدرك مع اختلاف في اللفظ عن معاوية، وسكت عنه الذهبي في التلخيص.
  • ابن كثير: أورده في "البداية والنهاية" عن سفيان الثوري أنه بلغه، ولم يحكم عليه بشيء.
  • السيوطي: تفرد برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه "العرف الوردي في أخبار المهدي"، ونقله عن ابن الجوزي في تاريخه، لكن لم يُعثر عليه في "المنتظم" لابن الجوزي، وإنما المذكور فيه أثر مجاهد.
  • شيخ الإسلام ابن تيمية: ذكره في "مجموع الفتاوى" ولم يتعقبه بشيء

يراجع 

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/319828

فقد ذكر المفسرون أن سبب تلقيب ذي القرنين بهذا اللقب هو: أنه بلغ قرن الشمس من مطلعها، وقرنها من مغربها، فسمي لذلك ذا القرنين.

وقيل: لأنه كان له ضفيرتان من شعر، والضفائر تسمى قروناً، وقيل: كان له قرنان تحت عمامته، وقيل غير ذلك.

ولا يخفى أن هذه التفسيرات لم يقم على واحد منها دليل يجب الأخذ به - فيما نعلم - وبالتالي فإن الأمر يظل أمراً غيبياً.

والله أعلم.

بينما يرى البعض أن المقصود بذي القرنين هو الإسكندر المقدوني، وهو الذي بنى الإسكندرية، فإن هذا الرأي غير صحيح، ولا يستند إلى دليل شرعي أو تاريخي.

فقد ورد في حديث مرفوع: أن ذا القرنين هو الذي بنى الإسكندرية، وهذا الحديث لا يصح، فقد قال ابن كثير عن هذا الحديث: وفيه طول ونكارة، ورفعه لا يصح، وأكثر ما فيه أنه من أخبار بني إسرائيل.

والعجب أن أبا زرعة الرازي مع جلالة قدره، ساقه بتمامه في كتابه: دلائل النبوة، وذلك غريب منه، وفيه من النكارة أنه من الروم، وإنما الذي كان من الروم الإسكندر الثاني، وهو ابن فيلبس المقدوني، الذي تؤرخ به الروم.

أما الإسكندر الأول، فقد ذكر الأزرقي وغيره: أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل -عليه السلام- أول ما بناه، وآمن به، واتبعه، وكان وزيره الخضر -عليه السلام-.

وأما الإسكندر الثاني، فهو إسكندر بن فيلبس المقدوني، وكان وزيره أرسطا طاليس الفيلسوف المشهور. والله أعلم.

وهو الذي تؤرخ من مملكته ملة الروم، وقد كان قبل المسيح -عليه السلام- بنحو ثلاثمائة سنة.

أما الأول المذكور في القرآن، فكان في زمن الخليل -عليه السلام-، وقرب إلى الله قربانًا.

وقد ذكرنا طرفًا صالحًا من أخباره في كتاب: البداية والنهاية بما فيه كفاية. ولله الحمد. انتهى. من كتاب تفسير ابن كثير لقوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا {الكهف:83}.

يراجع 

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/7448

تتناول الآيات الكريمة من سورة الكهف قصة ذي القرنين، وقد وردت هذه القصة في الآيات من 83 إلى 98 من سورة الكهف،

قصة ذي القرنين في القرآن الكريم

تبدأ القصة بسؤال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين، حيث يقول تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} (الكهف: 83).

وأما الحديث المشهور المذكور في كتب التفسير والسير أن كفار قريش تواصلوا مع اليهود فسألوهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرشدوهم إلى أن يسألوه عن أصحاب الكهف والروح وذي القرنين ، فحديث ضعيف لا يثبت ، والله أعلم .

يراجع الرابط التالي  لتخريج الحديث 

https://www.fazaker.com/2025/02/hadith-jews-asked-prophet-cave-spirit-dhul-qarnayn.html

ثم تتابع الآيات بوصف قوة ذي القرنين وتمكينه في الأرض، حيث يقول تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (الكهف: 84-85).

وتشير الآيات إلى رحلات ذي القرنين إلى مغرب الشمس ومطلعها، حيث واجه أقوامًا مختلفين وتعامل معهم بعدل وحكمة.

سد يأجوج ومأجوج

من أبرز جوانب قصة ذي القرنين، بناؤه لسد عظيم لمنع خروج يأجوج ومأجوج، وهم قوم اشتهروا بالإفساد في الأرض. وقد استجاب ذو القرنين لطلب قوم مستضعفين ببناء هذا السد، حيث يقول تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} (الكهف: 94).

دروس وعبر من قصة ذي القرنين

تتضمن قصة ذي القرنين العديد من الدروس والعبر، منها:

  • التمكين من الله: تظهر القصة أن التمكين في الأرض هو فضل من الله تعالى، وأن الإنسان يجب أن يستغل هذا التمكين في طاعة الله وعمارة الأرض.
  • العدل والحكمة: يتميز ذو القرنين بالعدل والحكمة في تعامله مع الأقوام المختلفة، مما يدل على أهمية العدل في الحكم.
  • الإصلاح: يظهر حرص ذي القرنين على الإصلاح في الأرض ومنع الإفساد، كما يتضح من بنائه للسد لمنع خروج يأجوج ومأجوج.

تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي

يعتبر تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي من التفاسير القيمة التي تناولت قصة ذي القرنين بتفصيل ووضوح. وقد قدم الشيخ السعدي تفسيرًا شاملاً للآيات، مع التركيز على الدروس والعبر المستفادة من القصة.

يراجع   تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي 

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/107028


فمن هو ذي القرنين 


ذو القرنين: الملك الصالح الذي طاف الأرض لنشر الإسلام

ذو القرنين شخصية بارزة ذكرت في القرآن الكريم في سورة الكهف. وقد وردت عنه أوصاف عديدة، أهمها أنه كان ملكاً صالحاً ومسلماً، آتاه الله تعالى ملكاً وسلطاناً في الأرض، ومكنه من الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها. وقد استخدم ذو القرنين هذا الملك والسلطان في نشر الإسلام، ودعوة الناس إلى عبادة الله وحده، وإقامة العدل، ومحاربة الظلم والفساد.

من هو ذو القرنين؟

  • ملك صالح ومسلم: تشير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى أن ذا القرنين كان ملكاً صالحاً ومسلماً، يؤمن بالله تعالى، ويعمل بأوامره، ويجتنب نواهيه. وقد آتاه الله تعالى ملكاً وسلطاناً في الأرض، ومكنه من الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها.
  • جال الأرض لنشر الإسلام: استخدم ذو القرنين ملكه وسلطانه في نشر الإسلام، ودعوة الناس إلى عبادة الله وحده، وإقامة العدل، ومحاربة الظلم والفساد. وقد جاب الأرض، ووصل إلى أقاصي مشارقها ومغاربها، وقاتل من خالفه، حتى نشر الإسلام في كثير من البلاد والأقوام.
  • أقام العدل وقمع الظلم: كان ذو القرنين ملكاً عادلاً، يقيم العدل بين الناس، وينصر المظلوم، ويقمع الظالم. وقد ذكر القرآن الكريم قصته مع يأجوج ومأجوج، وكيف أنه بنى سداً عظيماً لمنعهم من إلحاق الضرر بالناس. 


قال ابن كثير رحمه الله:

" ذكر الله تعالى ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط. والصحيح: أنه كان ملكا من الملوك العادلين " انتهى من "البداية والنهاية" (2 /122)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

" وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذِي الْقَرْنَيْنِ فَقِيلَ كَانَ نَبِيًّا، وَقِيلَ: كَانَ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَة، وقيل لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا وَلَا مَلَكًا، وَقِيلَ: كَانَ مِنْ الْمُلُوك. وَعَلَيْهِ الْأَكْثَر " انتهى بتصرف.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" هو ملك صالح كان على عهد الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويقال إنه طاف معه بالبيت، فالله أعلم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب"  لابن عثيمين (60 /4).


الأحاديث المتعلقة بذي القرنين

وردت بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى شخصية ذي القرنين، ولكنها لا ترتقي إلى درجة الصحة، ولا يمكن الاعتماد عليها في تحديد هويته بشكل قاطع.

 ما رواه الحاكم (104) والبيهقي (18050) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ، وَمَا أَدْرِي ذَا الْقَرْنَيْنِ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ، وَمَا أَدْرِي الحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لأَهْلِهَا أَمْ لاَ، فقد أعله الإمام البخاري رحمه الله وغيره.

قال الإمام البخاري رحمه الله: " وقال لي عبد الله بن محمد حدثنا هشام قال حدثنا معمر عن ابن ابى ذئب عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أدرى أعزير نبيا كان ام لا، وتبع لعينا كان ام لا، والحدود كفارات لأهلها ام لا؟

وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن ابى ذئب عن سعيد عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول أصح، [يعني: المرسل ]، ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحدود كفارة) ". انتهى. "التاريخ الكبير" (1/153).

وقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: تفرد بِهِ عبد الرَّزَّاق، وَغَيره أرْسلهُ. " "الفتح السماوي"، للمناوي(3/988). وينظر أيضا: "أطراف الغرائب" (5/198).



ذو القرنين ليس الإسكندر المقدوني

يشيع بين بعض الناس اعتقاد خاطئ بأن ذو القرنين المذكور في القرآن الكريم هو نفسه الإسكندر المقدوني، باني الإسكندرية، الذي غزا العديد من البلاد ووصل إلى الصين والهند. هذا الاعتقاد باطل ومردود، وقد بين العلماء والمحققون بطلانه بالأدلة والشواهد التاريخية.

الأدلة على أن ذو القرنين ليس الإسكندر المقدوني

  1. الاختلاف في الفترة الزمنية: الإسكندر المقدوني عاش في فترة قريبة من زمن المسيح عليه السلام، بينما الفترة بين إبراهيم عليه السلام والمسيح تزيد عن ألفي سنة. ذو القرنين كان معاصراً لإبراهيم عليه السلام، ويُقال أنه طاف معه بالكعبة.

  2. الاختلاف في المعتقد: الإسكندر المقدوني كان مشركاً يعبد الأوثان والكواكب، بينما ذو القرنين كان مسلماً موحداً يؤمن بالله تعالى.

  3. الاختلاف في الأصل: ذو القرنين كان من العرب، بينما الإسكندر المقدوني كان من اليونان.

  4. الأدلة التاريخية: ذكر الأزرقي وغيره أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل وطاف معه بالكعبة. أما الإسكندر المقدوني، فقد كان متأخراً عنه بقرون طويلة، وكان وزيره الفيلسوف أرسطو، وكان مشركاً يعبد الأوثان.

أقوال العلماء في ذلك

  • الحافظ ابن حجر:" الْإِسْكَنْدَر الْيُونَانِيّ كَانَ قَرِيبًا مِنْ زَمَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، وَبَيْن زَمَن إِبْرَاهِيم وَعِيسَى أَكْثَر مِنْ أَلْفَيْ سَنَة، وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْإِسْكَنْدَر الْمُتَأَخِّر لُقِّبَ بِذِي الْقَرْنَيْنِ تَشْبِيهًا بِالْمُتَقَدِّمِ لِسَعَةِ مُلْكه وَغَلَبَته عَلَى الْبِلَاد الْكَثِيرَة، أَوْ لِأَنَّهُ لَمَّا غَلَبَ عَلَى الْفُرْس وَقَتَلَ مَلِكهمْ اِنْتَظَمَ لَهُ مُلْك الْمَمْلَكَتَيْنِ الْوَاسِعَتَيْنِ الرُّوم وَالْفُرْس فَلُقِّبَ ذَا الْقَرْنَيْنِ لِذَلِكَ.والْحَقّ أَنَّ الَّذِي قَصَّ اللَّه نَبَأَهُ فِي الْقُرْآن هُوَ الْمُتَقَدِّم.وَالْفَرْق بَيْنهمَا مِنْ أَوْجُهٍ: أَحَدهَا: مَا ذَكَرْته، الثَانِي: أنّ الْإِسْكَنْدَر َكَانَ كَافِرًا، وَكَانَ مُعَلِّمُهُ أَرَسْطَاطَالِيس، وَكَانَ يَأْتَمِر بِأَمْرِهِ، وَهُوَ مِنْ الْكُفَّار بِلَا شَكّ، الثَالِث: كَانَ ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ الْعَرَب، وَأَمَّا الْإِسْكَنْدَر فَهُوَ مِنْ الْيُونَان " انتهى باختصار.

  • ابن كثير: " ذكر الأزرقي وغيره أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل عليه السلام.أما المقدوني اليوناني المصري باني إسكندرية الذي يؤرخ بأيامه الروم، فكان متأخرا عن الأول بدهر طويل، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة وكان أرسطا طاليس الفيلسوف وزيره وهو الذي قتل دارا بن دارا وأذل ملوك الفرس وأوطأ أرضهم.وإنما نبهنا عليه لأن كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد، وأن المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطا طاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأ كبير وفساد عريض طويل كثير، فإن الأول كان عبدا مؤمنا صالح وملكا عادلا، وأما الثاني فكان مشركا وكان وزيره فيلسوفا وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة. فأين هذا من هذا؟ لا يستويان ولا يشتبهان إلا على غبي لا يعرف حقائق الأمور ". انتهى باختصار وتصرف من "البداية والنهاية" (2 /122-225)

  • شيخ الإسلام ابن تيمية: " كان أرسطو قبل المسيح بن مريم عليه السلام بنحو ثلاثمائة سنة، كان وزيرا للإسكندر بن فيلبس المقدوني الذي غلب على الفرس وهو الذي يؤرخ له اليوم بالتاريخ الرومي تؤرخ له اليهود والنصارى، وليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور في القرآن كما يظن ذلك طائفة من الناس، فإن ذلك كان متقدما على هذا وذلك المتقدم هو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج، وهذا المقدوني لم يصل إلى السد، وذاك كان مسلما موحدا وهذا المقدوني كان مشركا هو وأهل بلده اليونان كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأوثان " انتهى "منهاج السنة النبوية" (1 /220)، وينظر: "مجموع الفتاوى" (11 /171-172)، "إغاثة اللهفان"، لابن القيم (2 /263-264).

  • المصدر :https://islamqa.info/ar/answers/158190


أما ذو القرنين المذكور في القرآن فكان في زمن إبراهيم عليه السلام ، ويقال إنه أسلم على يدي إبراهيم عليه السلام ، وحج البيت ماشيا. وقد اختلف الناس فيه هل كان نبيا أم كان عبدا صالحا وملكاً عادلاً ، مع اتفاقهم على أنه مسلم موحد طائع لله تعالى .أن

 الفرق بين هذا العبد الصالح ، وبين الاسكندر المقدوني الكافر أمر معروف لدى علماء المسلمين ، قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (1/493) :.

  ذي القرنين كان يمنينا 
فإن ذا القرنين المذكور في القرآن الكريم كان عبدا صالحا وملكاً عادلا كما يتضح ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة فيه. ولم يرد فيهما- الكتاب والسنة- أصله أو نسبه أو تاريخه أو ممن هو، ولو كانت في ذلك فائدة لنا لأخبرنا الله تعالى بها في محكم كتابه أو على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم-

أما كتب التاريخ والأخبار والسير فقد أسهبت في الحديث عنه، ومما جاء فيها أنه من الروم، وأنه من اليونان، وأنه من العرب.
وقال الشيخ تقي الدين المقريزي في الخطط: اعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله تعالى في القرآن اسمه الصّعب بن الحارث. وأنه ملك من ملوك حمير، وهم العرب العاربة، ويقال لهم أيضًا: العرب العرباء. وقد غلط من ظن أن الإسكندر هو ذو القرنين الذي بنى السّدّ؛ فإن لفظة: «ذو» عربية، وذو القرنين من ألقاب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني، وبسط الكلام على ذلك. اهـ. باختصار.

يضيف الصالحي في كتابه "سبل الهدى والرشاد" آراءً أخرى حول شخصية ذو القرنين، حيث ينقل عن الشيخ تقي الدين المقريزي في كتابه "الخطط" أن التحقيق عند علماء الأخبار يشير إلى أن ذو القرنين المذكور في القرآن هو "الصعب بن الحارث"، وينسبه إلى قحطان بن هود، أحد ملوك حمير في اليمن. ويرجح المقريزي أن ذو القرنين كان من ملوك اليمن الذين يطلق عليهم "التبابعة"، وأن لفظة "ذو" هي لفظة عربية كانت تستخدم في ألقاب ملوك اليمن.

ويستدل المقريزي على ذلك بأن الإسكندر المقدوني كان يونانيًا روميًا، بينما ذو القرنين كان عربيًا من اليمن. ويوافقه في ذلك الحافظ عماد الدين ابن كثير، الذي يرجح أن ذا القرنين كان شخصية تاريخية أخرى غير الإسكندر المقدوني.

 فقال: وقال الشيخ تقي الدين المقريزي في الخطط: اعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله تعالى في القرآن اسمه الصعب بن الحارث. وساق نسبه إلى قحطان بن هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وأنه ملك من ملوك حمير، وهم العرب العاربة ويقال لهم أيضا العرب العرباء. كان ذو القرنين تبعا متوجا، ولما تولى الملك تجبر ثم تواضع لله تعالى، وقد غلط من ظن أن الإسكندر هو ذو القرنين الذي بنى السد، فإن لفظة (ذو) عربية، وذو القرنين من ألقاب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني وبسط الكلام على ذلك. وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير نحو ما سبق عن الحافظ وصوب أن ذا القرنين غير الإسكندر اليوناني وبسط الكلام على ذلك.

وعلى هذا الكلام فإن ذا القرنين كان من اليمن ولكننا لا نتمكن من الحكم بصحة ذلك

يراجع 

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/179211


إرسال تعليق

0 تعليقات

مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية
مساحة اعلانية احترافية